"الأنباط الحبر النابض بالحقيقة؛ تُكمل عامها العشرين بعينٍ على الغد تحية وتقدير الى المؤسسةً وفريقَ العمل… مسارًا ومسيرة"

نبض البلد -
عشرين عامًا مرّت منذ أن انطلقت كلماتكم الأولى، لتصنعوا منها منبرًا حرًّا ومسؤولًا، يعبّر عن نبض الوطن، ويضيء الدروب أمام الحقيقة، ويحمل رسالة الكلمة الصادقة في زمن كثرت فيه الضوضاء، وقلّت فيه الأصوات التي تقول الحقيقة كما هي، لا كما تُراد.
عام جديد سعيد للأنباط… مؤسسة صحفيةً وفريقًا ومسارًا ومسيرة، عام جديد يتوّج رحلة طويلة من العطاء الصحفي الجاد، والالتزام المهني المتميز، والرؤية التي آمنت منذ البدايات بأن الإعلام رسالة لا مهنة فقط، وأن المصداقية والالتزام هما حجر الأساس في بناء الثقة مع القارئ.
لقد تابعنا تطوركم المؤسسي الملحوظ، وتحوّلكم المتأنّي والمدروس من مرحلة التحسين والتطوير إلى مستوى احترافي يواكب التحديات المتغيرة، ويستجيب لها بإبداع وثقة، ويعكس صورة مشرقة لإعلام أردني يليق بالوطن وتاريخه.
ولا شك أن صحيفة "الأنباط"، حسب توجهها ومسارها التحريري، تشكل نقلة نوعية في الساحة الإعلامية الأردنية، سواء من حيث المضامين والمفاهيم الصحفية الحديثة، أو من حيث حسن الأداء في التغطية الإعلامية المتطورة، فلقد استطاعت أن تمسك بذكاء خيوط الأولويات السياسية والاجتماعية، فتسلط الضوء على ما يمسّ حياة المواطن اليومية، وهمومه، وتفتح في مقالاتها وحواراتها فضاءً غنيًّا لصياغة نواة ثقافية وإعلامية تسهم في إبراز إنجازات الوطن، وتعكس تطلعات مؤسساته العامة والخاصة.
 وهكذا، غدت "الأنباط" مرآةً صادقة، تعكس هذه الصورة النبيلة وتوصلها إلى المعنيين عبر صفحاتها الورقية ومنصتها الرقمية بجدارة واقتدار.
والأنباط، كما هم في التاريخ، هم اليوم في الصحافة؛ يخلّدون الكلمة لا على الصخر فقط، بل على صفحات العقول والضمائر.
ولأن اسم جريدتكم "الأنباط" ينبض بهذه القيمة التاريخية، فإن مسيرتها الإعلامية تشبه منحوتة جديدة على صخر العصر الرقمي، تنحتون من خلالها معالم إعلامية تجسد أصالة الفكر وحداثة الطرح، بوعي معرفي وحسّ وطني لا يكلّ.
ولا يكتمل الحديث عن نجاح "الأنباط" دون الإشارة إلى كوكبة الجنود الرائعين الذين يقفون خلف هذا الصرح الإعلامي، يسهرون على تقديمه يومًا بعد يوم في أبهى صورة، ويحرصون على تجويد مضمونه شكلاً ومحتوى، من مجلس إدارة يقود المسار ويحدد الرؤية، إلى هيئة التحرير التي تشرف على الخط المهني والسياسي العام للصحيفة، إلى فرق التحرير والسكرتارية الذين ينسجون الخبر بمهنية عالية ويضبطون إيقاع المحتوى اليومي.
وفي قلب العمل الاقتصادي، تتألق الدائرة الاقتصادية بجهودها في تغطية وتحليل الشؤون المالية والاستثمارية، بينما تتابع دائرة المحليات والعربي والدولي بجدية قضايا الوطن والمنطقة، وتضيء صفحاتها بما يهم القارئ ويثري معرفته، أما الدائرة الرياضية، فتنبض بجهد مستمر لتغطية الشأن الرياضي المحلي والعربي بعين خبيرة وطرح موضوعي.
وفي الكواليس، لا يقلّ الدور الفني أهمية، حيث يعمل فريق القسم الفني بكل دقة وإبداع على إخراج الصحيفة بصريًا، فيما يتولى فريق الميديا والإدارة الفنية مسؤولية التحول الرقمي وتكامل الأداء بين الورقي والإلكتروني، أما فريق التصوير، فهو العين التي تلتقط اللحظة، وتجسّد الخبر بصورة أبلغ من الكلمات.
الطاقم الصحفي بكل تخصصاته، من تغطيات وتحقيقات ومتابعات، يواصل كتابة ورصد الحقيقة من الميدان، من نبض الشارع، ومن عمق القضايا التي تمس حياة الناس، وعلى صعيد النشر الإلكتروني والتفاعل الرقمي، تسهم دائرة السوشال ميديا والموقع الإلكتروني بفاعلية ملحوظة في تعزيز الحضور الرقمي للجريدة وتوسيع رقعة وصولها لجمهورها عبر المنصات الحديثة.
ولا ننسى دور الدوائر الإدارية، من المالية، والإعلانات، والاشتراكات، والتوزيع، والإسناد التقني والفني، حيث تتكامل كل هذه الجهود في منظومة عمل واحدة، تسعى كل يوم لتقديم الأفضل، ولتجسيد قيمة العمل الجماعي المؤسسي.
في العشرين، يبدأ النضج وتكتمل الحكاية، ولا تنتهي بمهنة المتاعب دروب الغواية، فهي محفوفة بمخاطر لا تعدّ وليس لها نهاية… ولكنها جميلة حين تكون مغموسة بالرسالة، بالوطن، وبالإيمان بالحقّ.
الأعزاء.... استكمالاً لما قلته، اسمحوا لي، ان اوجه تحية خاصة ،لأصدقائي شباب مؤسسة الانباط الكرام، ففي قلب هذا المشهد النبطي المميز، تبرز طاقات شبابية مبدعة تساهم بالديناميكية اليومية للعمل الصحفي بروح العصر ونبض الشارع، فالشباب الصحفيون في "الأنباط" ليسوا فقط امتدادًا للمسيرة، بل باعتقادي هم محرّكها الحقيقي، وسرّ تجددها وتوهّجها في فضاء متسارع لا يرحم التردد، بإصرارهم، وجرأتهم، ومرونتهم، تتجدد الجريدة كل يوم، ويتعزز حضورها في فضاءات الإعلام الحديث، إنهم روح الأنباط الجديدة، يكتبون بلهفة الحلم، ويدافعون بشغف الحقيقة، ويمنحون مؤسستهم هوية متجددة لا تخشى الغد، بل تصنعه.
كل الشكر والتقدير والمحبة لكم جميعاً… أنتم الذين صنعتم من "الأنباط" اسمًا له وزنه ومكانته في المشهد الإعلامي الأردني والعربي، شكراً لجهودكم، لتفانيكم، لإيمانكم برسالتكم، ولإصراركم على المضيّ قدمًا رغم كل التحديات.

بقلم المحاضر والمدرب بالتمكين السياسي والاقتصادي:فارس متروك شديفات.