نبض البلد -
بلاسمة: تخزين الطاقة حجر أساس استدامة النظام الكهربائي وتحقيق الأهداف الوطنية
الأنباط – عمر الخطيب
يشهد قطاع الطاقة في المملكة تحولات استراتيجية كبيرة ضمن مساعي تحقيق الأمن الطاقي، من خلال تقليل الاعتماد على الاستيراد وتعزيز حصة مصادر الطاقة المتجددة.
وضمن هذه المساعي، يشهد القطاع تزايدًا بالاعتماد على طاقتي الشمس والرياح، ما يبرز الحاجة إلى حلول تخزين الطاقة كعنصر حاسم لضمان استقرار الشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى التوسع في القدرة التوليدية لمواكبة الطلب المحلي المتزايد وتلبية احتياجات التصدير الإقليمي.
وفي ما يتعلق في الحاجة إلى تخزين الطاقة، بين خبير الطاقة فراس بلاسمة أن هناك عوامل تجعل التخزين ضرورة ملحة، منها التحديات المرتبطة بتقلبات إنتاج الطاقة الشمسية والرياح بسبب تغير الظروف المناخية، ما يتطلب حلول تخزين لضمان توفير الكهرباء عند الحاجة.
وأشار إلى أن التخزين يسهم في دعم استقرار الشبكة الكهربائية ومنع التذبذبات التي تهدد انتظام التردد، خاصة مع تزايد الاعتماد على الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى أن التخزين يعد عنصرًا أساسيًا لتمكين الأردن من تصدير الكهرباء بشكل موثوق إلى دول الجوار، عبر تعزيز قدرة الشبكة على التحكم بالإمدادات.
ويذكر أن الحمل الأقصى للنظام الكهربائي سجل خلال العام الماضي 4100 ميغاواط، مقارنة مع 4240 ميغاواط في العام الذي سبقه، في حين أوضحت بيانات رسمية أن إجمالي الاستطاعة للنظام الكهربائي وصل إلى 7271 ميغاواط من جميع المحطات التقليدية (وقود ثقيل وغاز وديزل) والمتجددة (شمس ورياح) العاملة في المملكة.
وأوضح بلاسمة أن تقنيات تخزين الطاقة المناسبة للأردن تتنوع بحسب احتياجاته وإمكاناته وتشمل أنظمة تخزين البطاريات مثل الليثيوم-أيون وبطاريات التدفق، التي تتميز بالمرونة وسرعة الاستجابة، إلى جانب إمكانية تطبيق محدود للضخ والتخزين المائي في بعض المواقع الجغرافية المناسبة، كما يعد التخزين الحراري خيارًا فعالًا خاصة في مشاريع الطاقة الشمسية المركزة بالمناطق ذات السطوع العالي جنوب المملكة، مضيفًا أن الهيدروجين الأخضر يبرز كـ حل واعد لـ تخزين الطاقة ضمن الخطط المستقبلية للطاقة النظيفة في الأردن.
أما بخصوص استراتيجية الأردن بزيادة القدرة التوليدية، فأشار بلاسمة إلى أن الأردن يتبنى استراتيجية شاملة من خلال تنويع مصادر الطاقة، التي تعمل على مزيج من الغاز الطبيعي والطاقة المتجددة والطاقة التقليدية، حيث تشكل الطاقة المتجددة محورًا رئيسيًا في هذه الاستراتيجية، إذ بلغت مساهمتها 27% حتى نهاية 2023، مع هدف يتجاوز 50% بحلول 2030، وتشمل الجهود تنفيذ مشاريع كبرى مثل (الممر الأخضر) لتعزيز نقل الكهرباء من الجنوب وتوسيع الربط الكهربائي الإقليمي، بالإضافة إلى إطلاق مزايدات لمشاريع جديدة تفوق 1000 ميغاواط، مبينًا أن الأردن يتجه نحو اعتماد المحطات الهجينة التي تجمع بين الطاقة المتجددة والتخزين لرفع الكفاءة وتقليل التكاليف.
وذكر بلاسمة أن استراتيجية الأردن لزيادة القدرة التوليدية تواجه تحديات تشمل كلفة الاستثمار العالية في أنظمة التخزين، وغياب التشريعات المنظمة، بالإضافة إلى محدودية البنية التحتية للشبكة الكهربائية، ولضمان نجاح الاستراتيجية ينصح بوضع إطار تنظيمي واضح لتخزين الطاقة وتحفيز الاستثمار عبر حوافز وضمانات بالإضافة إلى دعم البحث والتطوير المحلي ودمج التخزين ضمن التخطيط الشامل لـ مشاريع الطاقة المستقبلية.
وأكد أن تخزين الطاقة يمثل حجر الأساس في استدامة النظام الكهربائي الأردني وتحقيق الأهداف الوطنية في مجال أمن الطاقة وخفض الانبعاثات، ومع الاتجاه الواضح نحو الطاقة المتجددة وزيادة القدرة التوليدية فإن الاستثمار المبكر والجاد في تقنيات التخزين سيمكن الأردن من التحول إلى مركز إقليمي للطاقة الخضراء وتصديرها بموثوقية وكفاءة.
يشار إلى أن حجم الطاقة المباعة بلغ خلال العام الماضي 22.323 غيغاواط ساعة، مقابل 21.105 غيغاواط ساعة العام السابق، منها 266 غيغاواط ساعة طاقة مصدرة العام الماضي، مقارنة مع 200 غيغاواط ساعة تم تصديرها في العام الذي سبقه.