يارا بادوسي تكتب : زيارة ولي العهد إلى أم قيس: رسالة ملكية لدعم السياحة ونهج هاشمي في رعاية القطاعات

نبض البلد -

يارا بادوسي

 

اعتدنا رؤية مشاهد هاشمية تفيض بالرمزية والدلالات، وتجدد ذلك المشهد أول أمس من بزاوية أخرى، فخلال زيارة سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني والأميرة رجوة لموقع أم قيس الأثري حملا معهما رسالةً واضحةً لدعم قطاع السياحة، وأكدّا مجددًا على النهج الهاشمي الراسخ في حمل هموم الوطن والقطاعات الحيوية على عاتقهما.

زيارة سمو ولي العهد لم تكن مجرد جولة اعتيادية في موقع أثري، بل حملت في طياتها دفعة معنوية ورسالة موجهة لكل المعنيين بالسياحة والتراث، وبينت أن القيادة الهاشمية تضع هذا القطاع في مقدمة أولوياتها، وتؤمن بأن الاستثمار فيه هو استثمار في هوية الأردن واقتصاده في آن واحد.

واختيار موقع أم قيس الأثري تحديدًا، الذي يقبع على حافة الجمال المطل على بحيرة طبريا وهضبة الجولان، أعاده إلى الواجهة، ليس فقط بجماله الطبيعي والتاريخي، بل أيضًا بأهميته كمقصد سياحي يحتاج إلى المزيد من الترويج والتطوير.

وجاءت هذه الزيارة لتعيد تسليط الضوء على الموقع وتدفع باتجاه إحياء الحركة السياحية فيه، خصوصًا في ظل التحديات الاقتصادية التي تتطلب تنشيط القطاعات القادرة على توفير فرص العمل وتحقيق العائدات.

الهاشميون لطالما كانوا على تماسٍ مباشر مع احتياجات الوطن، ليس من موقع القيادة فقط، بل من موقع المبادرة والفعل.

وسمو ولي العهد، الذي يواصل السير على نهج جده الملك الحسين بن طلال رحمه الله ووالده جلالة الملك عبد الله الثاني حفظه الله ورعاه، يجسد الحضور الهاشمي المتوازن بين الحكمة والحيوية وبين التاريخ والمستقبل، وزيارته الأخيرة لموقع أثري، تؤكد أنه قائد شاب يحمل هموم الأردنيين، ويعمل بصمت وجهد لبناء مستقبل أكثر إشراقًا.

ونعلم أن دعم السياحة الداخلية والاهتمام بالمواقع الأثرية ليس ترفًا، بل هو ركيزة من ركائز الاقتصاد الوطني، وسمو ولي العهد أعاد توجيه الأنظار إلى الإمكانات الكامنة في الأردن، وحفز الجميع على التفكير بإبداع لإعادة رسم خارطة السياحة الأردنية بما يخدم الوطن والمواطن.

وهذه الزيارة ليست حدثًا عاديًا، بل يمكن اعتبارها خطوة استراتيجية تنسجم مع الرؤية الواضحة في دعم القطاعات الاقتصادية، وتعكس الإدراك العميق لدى القيادة الهاشمية بأهمية تحريك عجلة التنمية من قلب التراث والتاريخ.