أسبوعٌ أردنيٌّ للمساهمة بهزيمة الصهيونيةُ

نبض البلد -
مقال لفارس متروك شديفات / المحاضر والمدرب بالتمكين السياسي والاقتصادي.
في ظل التحديات الجسيمة التي تواجهها شعوب المنطقة، ومع تصاعد العدوان الإسرائيلي وجرائم الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، والحصار والتجويع المفروض عليها، وتهديدات الضم في الضفة الغربية، وأمام الأطماع التوسعية للمشروع الصهيوني في منطقتنا العربية وخطط تهجير الفلسطينيين، يتم تنظيم أسبوع "حاصر حصارك" في دورته الحادية عشرة في الأردن، الذي تنظمه مجموعة من النشطاء المستقلين بالشراكة مع مؤسسات مجتمع مدني مختلفة، تحت شعار "فلسطين تحرِّرنا".
يُعتبر أسبوع "حاصر حصارك" النسخة الأردنية من أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري، الذي افتتح بعمان من (6-15 نيسان الجاري)، ويُقام في نحو 200 مدينة حول العالم، بهدف تسليط الضوء على القضية الفلسطينية وفضح جرائم الاحتلال الصهيوني ، وتعزيز الوعي حول سلاح المقاطعة كإحدى الأدوات الفعّالة لمواجهة الاحتلال ، وفرض العزلة عليه سعياً لإنهائه، وليكون صرخةً مدويةً ضد جرائم الاحتلال، ورسالةً للعالم: لن نترك شعب فلسطين وحيداً، وليقول كفى للصمت الدولي على الإبادة الجماعية في غزة، والف لا لمحاولات تهجير الفلسطينيين وضم الأراضي، والف نعم لمقاومة التطبيع والمقاطعة كسلاحٍ شعبي يُضعف الاحتلال.   
يشكل أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري، فضاءً ثقافيًا واجتماعيًا داعم للقضية الفلسطينية، يتبنى الفن الملتزم بقضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ليكون امتدادًا لحالة التواصل المستمر مع هموم وتضحيات شعب فلسطين، وترسيخًا لذاكرة وطنية وهوية ثقافية عربية جمعية، هوية ثقافية متماسكة في وجه المخططات الاستعمارية الصهيونية، ويتضمن البرنامج لهذا العام سبع فعاليات بعدة أماكن وعدة مدن اردنية، والجميع مدعو للحضور والمشاركة في هذه الفعاليات. 
أسبوع "حاصر حصارك" النسخة الأردنية، يُحوِّل الفعاليات إلى مدرسة مقاومة للكيان الصهيوني وسياساته التوسعية، فتدمج بين التوعية بجرائم الاحتلال عبر الندوات والتقارير، وتعزيز حملات المقاطعة الشعبية بكل اشكالها كخيارٍ استراتيجي، واستخدام الفن الذي ينتج الأفكار الإبداعية، ويحفظ الذاكرة ويُلهب المشاعر.  
ان مقاطعة البضائع ومنتجات الشركات التي تدعم الكيان الصهيوني، تشكل دعماً للمنتج المحلي ويعزز الصناعة الوطنية، ويعزز الأمن الاقتصادي، ويؤدي إلى سيادة القرار الوطني، وهذا المسار يشجع شبابنا على الإبداع والمبادرة، ويدفع شركاتنا للاستثمار في الابتكار، وهكذا تُبنى الدول وتتحقق النهضة والتنمية الصناعية والحضارية. 
كل جهد قُدِّم وكل ثمن دُفِع في العمل المتراكم لأكثر من عشرة أعوام، يذهب إلى حيث يجب ان يكون، بإضعاف بنية وسردية الاحتلال وتفكيكه، دعما ونصرة للحق العربي الفلسطيني، وتحقيقاً لرفعة الأردن ونهضته وسيادته. 
ومن هنا تبرز أهمية استمرار إقامة أسبوع مقاومة الاستعمار والفصل العنصري، بنسخته الأردنية "حاصر حصارك" كحدث رمزي يجمع بين الاحتجاج الثقافي والسياسي، والذي اتسم بمشاركة جماهيرية فعالة. 
تحية لجماهير شعبنا الأردني التي التزمت التزاماً عظيماً في حملات المقاطعة ومقاومة التطبيع، إيماناً منها بنجاعة هذا السلاح، حماية للأردن من أطماع المشروع الصهيوني ونصرة للحق الفلسطيني.