الدعجة: محاولات من جهات مشبوهة لتحوير وقفات التضامن مع غزة إلى منصات للهجوم على الدولة

نبض البلد -

قراءة المشهد".. الوحدة الوطنية خط الدفاع الأول في وجه الفتن

 

الذكاء الاصطناعي بات يُستخدم في فبركة مقاطع فيديو وصوتيات تُنسب لأردنيين

 

الأنباط - محمد شاهين

لا خلاف على أن الوقفات والمسيرات التضامنية مع قطاع غزة تعكس التلاحم الشعبي الأردني مع القضية الفلسطينية، لكن الحفاظ على السلم الأهلي وعدم السماح بتحويل هذه الفعاليات لأجندات خارجة عن الهدف الوطني ضرورة أيضًا، بحسب الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور بشير الدعجة.

وقال الدعجة، في لقاء خاص ضمن برنامج قراءة المشهد عبر شاشة الأنباط، أن "خروج الأردنيين بكافة أطيافهم لدعم غزة هو أمر طبيعي ومتوقع، إلا أن هناك محاولات من بعض الجهات المجهولة والمشبوهة لتحوير هذه الوقفات إلى منصات للهجوم على الدولة ورموزها".

وأوضح أن بعض الجهات الخارجية دول وتنظيمات، بالإضافة إلى الوحدة 8200 الإسرائيلية، تسعى إلى إضعاف الجبهة الداخلية الأردنية من خلال بث الفتن عبر مواقع التواصل باستخدام حسابات وهمية وصفحات مزيفة بأسماء أردنية معروفة.

وأكد أن "العدو لا يفرق بين مواطن وآخر، وجميع الأردنيين مستهدفون كجبهة واحدة، ما يتطلب تماسكًا داخليًا ووحدة وطنية صلبة تساند الدبلوماسية الأردنية في تحركاتها الخارجية".

الذكاء الاصطناعي كأداة للتضليل

ولفت الدعجة إلى أن الذكاء الاصطناعي بات يُستخدم في فبركة مقاطع فيديو وصوتيات تُنسب لأردنيين بهدف نشر الإشاعات والبلبلة، داعيًا المواطنين إلى الحذر وعدم إعادة نشر أي مواد مشبوهة دون تحقق، مشيرًا إلى أن الجهات الأمنية تملك الإمكانات التقنية لكشف هذه التزويرات.

الأحزاب والإعلام

وشدد الخبير الأمني على أهمية دور الأحزاب في تنظيم المسيرات وضرورة تنسيقها الكامل مع الجهات الرسمية لتفادي تسلل المندسين، مؤكدًا أن "معظم الأحزاب واعية وتعمل بمسؤولية"، لكن "قلة قليلة تحاول ركوب الموجة لتحقيق أهداف ضيقة".

وطالب بوضع استراتيجية إعلامية وطنية تشارك فيها مؤسسات الإعلام الرسمي والخاص لمجابهة الهجمات الإلكترونية والرد على الخطابات التحريضية، مؤكدًا أن "الشمس لا تغطى بغربال" وأن الصمت لم يعد خيارًا.

رسائل ودعوة للوحدة

في ختام اللقاء، وجه الدكتور الدعجة رسالة حازمة لكل من يسعى لبث الفتنة بين أبناء الشعب الأردني، مؤكدًا أن ذلك يخدم العدو الإسرائيلي فقط، قائلًا: "الحدود من كل الجهات ملتهبة، وأي خلل داخلي يُضعفنا ويقوي خصومنا".

كما شدد على أن "الأردنيين من شتى الأصول والمنابت سواسية في الحقوق والواجبات"، مشيدًا بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني الذي يمثل مظلة جامعة لكل الأردنيين، وركيزة لاستقرار البلاد.