نبض البلد - الأنباط – ميناس بني ياسين
في الوقت الذي تتجه فيه أنظار الجماهير إلى المنافسات داخل المستطيل الأخضر، تعيش معظم الأندية الأردنية – وخاصة في الدرجة الأولى – صراعاً من نوع آخر خارج الملعب، صراعاً مع العجز المالي، وتحديات البقاء، وغياب الدعم، في ظل ظروف اقتصادية متراكمة وواقع رياضي بات يهدد وجودها ذاته.
و في السياق قال رئيس نادي الكرمل ركان محمود إن الوضع المالي الراهن للأندية الأردنية، سواء في دوري الدرجة الأولى أو دوري المحترفين، بات في حالة "سلبية"، باستثناء نادي الحسين إربد الذي يشهد استقراراً إدارياً ومالياً في ظل رئاسة السيد عامر أبو عبيد، مشيراً إلى أن معظم الأندية مهددة بالإفلاس، وبعضها كان قد شارك سابقاً في دوري المحترفين وأعلن إفلاسه وأغلق أبوابه وأوضح أن السبب الرئيسي وراء هذا التدهور المالي هو غياب أي دخل ثابت يضمن استمرارية الأندية ، مبيناً أن سلسلة الأزمات التي مرت بها المنطقة بدءاً من ما يُسمى بـ"الربيع العربي" – والذي وصفه بـ"الخريف" نظراً لتداعياته المدمرة مروراً بجائحة كورونا، ثم العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، كل ذلك أدى إلى انحسار كبير، بل وتوقف شبه تام، في الدعم المقدم من رجال الأعمال والشركات، الأمر الذي فاقم من معاناة الأندية.
وأشار رئيس نادي الكرمل إلى أن هذه الأزمات المتتالية انعكست سلباً على التزام الأندية بدفع مستحقات اللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية، مما أثر بشكل مباشر على الأداء الفني للفرق ونتائجها في المواسم الأخيرة، كما بيّن أن الفئات العمرية التي تُعد حجر الأساس في تغذية الأندية والمنتخبات الوطنية بالمواهب، تأثرت بشكل كبير بسبب تقليص الموارد.
وأكد أن هذه الظروف المالية الصعبة انعكست أيضاً على استعدادات الأندية وتحضيراتها للمشاركة في البطولات الرسمية التي ينظمها الاتحاد الأردني لكرة القدم، ما يؤدي إلى مشاركة ضعيفة وغير مكتملة التحضير، ويفرض تحديات إضافية على الفرق.
وانتقد رئيس النادي بشدة ما وصفه بالتمييز الكبير في توزيع الدعم بين أندية المحترفين وأندية الدرجة الأولى، مؤكداً أنه رغم إدراكه بأن احتياجات أندية المحترفين أكبر، إلا أن الفارق في حجم الدعم المقدم بين الدرجتين واسع جداً ويخلق حالة من الإحباط. وكشف أن إدارة النادي تبذل جهوداً كبيرة من أجل امتلاك مشروع استثماري يدر دخلاً ثابتاً ، كما تسعى إلى البحث عن داعمين ورعاة وشركات راعية، معترفاً بأن الشركات تبحث عن مقابل واضح ينعكس على منتجها الاقتصادي، وهو ما لا توفره أندية الدرجة الأولى بعكس أندية المحترفين.
وفي ختام حديثه، دعا رئيس نادي الكرمل الاتحاد إلى تحمل مسؤولياته تجاه أندية الدرجة الأولى، التي تُعد الرديف الحقيقي لأندية المحترفين والمنتخبات الوطنية، كما طالب وزارة الشباب والرياضة بزيادة حجم الدعم المقدم لهذه الأندية .