سلمان الحنيفات يكتب:العصيان المدني ما أحقيته وما هي شرعيته ..

نبض البلد -
العصيان المدني ما أحقيته وما هي شرعيته ..

سلمان الحنيفات …

عند المطالبة بعصيان مدني في اي دولة في العالم يكون نابع كردة  فعل إتجاه أمر داخلي يمس حياة المواطنين من ناحية اقتصادية اجتماعية شرعية أو سياسية ، مما يوجب على الحكومة التعاطي مع المطالبين لهذه الدعوات للوصل حلول ترضيهم دون ان تمس ثوابت وقيم الدولة وتمنع الفوضى .

العصيان المدني هو ان تقوم  الدولة تضييق على الشعب بمنعه من المطالبة  بحقوقه أو إصدار أوامر لمنع التجول من اجل عدم إقامة اي تجمعات  وتظاهرات قد تضر بالدولة.

لكن ماذا يحدث في الأردن؟

في الأردن هناك مطالبات واسعه وتفاعلات عبر مواقع التواصل الاجتماعي من اجل القيام بعصيان مدني من اجل ما يحدث في غزة من جرائم تقوم بها قوات الاحتلال ، أما السؤال الأهم ؟ هل منعت الحكومة الأردنية إقامة فعاليات ووقفات سلمية تعبر عن غضب الشعب الأردني اتجاه ما يحدث في غزه حتى يتم المطالبة في عصيان مدني ؟ وهل يعرف من يطالبون بعصيان مدني ما هي أضراره على الدولة ؟ وهل يعرف من ينادي بعصيان مدني ماذا تتحمل الحكومة والأجهزة الأمنية جراء وقفاتهم السلمية .

الوقوف مع اهلنا في غزة هو  واجب وطني يتحمله المواطن اولاً والذي  يساعد في تشكيل رأي عام مساند للحكومة والدولة وهذا ما لمسناه من جولات جلالة الملك خلال الحرب على غزة من إنزال المساعدات براً وجواً بنفسه والتحدث بقوة في المحافل الدولية ضد الحرب على غزة. 

ولنا في ما حدث في قرار غزو العراق مثالاً: حيث جابت العالم مظاهرات عارمة من شرقه إلى غربه في دول لم تدعم غزو العراق ودعمت العراق ولكن لم يعلن العصيان المدني ومنها دول أوروبيه عديده حتى الدولة غازية اجتاحتها المظاهرات ولم ينادي شعبها بالعصيان ، وعن ما يحدث في غزه خرجت اغلب شعوب في الشوارع تندد وتشجب وتستنكر ما يحدث من جرائم حرب لكن دون الدعوة إلى عصيان مدني.

العصيان المدني  يحمل  بين طياته مخاطر كبيرة على استقرار الدولة وسلامة المجتمع، خاصة إذا تحولت إلى فوضى أو استمرت لفترة طويلة دون تحقيق نتائج واضحة.

خطورة العصيان المدني على الدولة والشعب يعني شللًا في المرافق العامة مثل التعليم، النقل، والخدمات وتدهور في الاقتصاد نتيجة توقف العمل والإنتاج وزيادة التوتر بين الشعب والحكومة، مما قد يؤدي إلى مواجهات غير محمودة  ،استغلال بعض الأطراف للفوضى لتحقيق مصالح خاصة لا تخدم الصالح العام.

الذين  يطالبون بالعصيان المدني يسعون إلى فوضى بالشارع الأردني وليس  الانتباه إلى قضايا معينة قضايا داخلية للضغط  على الجهات المسؤولة لإحداث تغيير سياسي أو اجتماعي أو اي تغيير يمس المواطن مباشرة.