نبض البلد -
الحياة مليئة بالتحديات، لكن الناجحين هم من يستطيعون تحويل العقبات إلى فرص، وتحقيق أحلامهم رغم الصعوبات. هذا تمامًا ما فعله المصور الأردني علاء الكرايمة، الذي بدأ مسيرته المهنية كرجل إطفاء في جهاز الدفاع المدني الأردني، لكنه لم يكتفِ بهذا الدور، بل سعى وراء شغفه حتى أصبح من أهم وابرز مصورين الفديو في العالم العربي .
البداية: من الدفاع المدني إلى طريق جديد
بدأ المصور الأردني علاء الكرايمة حياته المهنية في الدفاع المدني، حيث كان يؤدي واجبه في إنقاذ الأرواح وحماية الممتلكات. لكن في داخله كان هناك حلم آخر، شغف مختلف يدفعه نحو عالم الإبداع البصري والتصوير. ورغم استقراره في عمله الحكومي، قرر أن يأخذ خطوة جريئة، فترك الدفاع المدني وبدأ رحلة جديدة في عالم التصوير والإنتاج السينمائي
التجربة والاستقلال المهني
بعد خروجه من الوظيفة، واجه تحديًا كبيرًا: كيف يبني نفسه كمصور مستقل في مجال تنافسي؟ لم يكن الطريق سهلًا، لكنه اعتمد على التعلم الذاتي والتجربة المباشرة، حيث تدرب وأخذ خبرات واسعة من خلال العمل الميداني والممارسة المستمرة. ومع الوقت، أصبح اسمه معروفًا في عالم التصوير وصناعة الفيديو في الوسط الفني بالمملكة الأردنية الهاشمية .
إنجازات ومناصب قيادية
لم يكتفِ علاء بالعمل كمصور فقط، بل طوّر نفسه حتى تولّى عدة مناصب قيادية أثرت بشكل كبير في مجال صناعة الأفلام والتدريب:
1. مدير عام نادي الأفلام الأردني
أسس أول نادي أفلام في مدينة الزرقاء، ليكون منصة تدريبية للشباب المهتمين بصناعة الأفلام، ساهم في نشر ثقافة صناعة الأفلام وتدريب المواهب الجديدة، ما جعل النادي نقطة انطلاق للعديد من صناع الأفلام الشباب في المحافظة .
2. مدير عام لشركة سكيل جو (scale jo)
شركة خدمات إنتاج فني وتجارة معدات تصوير
في عام 2019، أسس شركته الخاصة التي تخصصت في مجال التصوير والإنتاج الفني وتجارة معدات التصوير الاحترافية
والتي حققت نجاحًا كبيرًا في السوق وساهمت بدعم العديد
من المواهب الصاعدة وكان لها اثر كبير على العديد من مصورين
يمارسون المهنة إلى يومنا هذا .
3. مدير الإنتاج والمشاريع في تطبيق انتخاباتي
تطييق التواصل المباشر مع المجالس المنتخبة بالأردن
عمل على تطوير وإدارة الإنتاج والمشاريع الخاصة بالتطبيق، مما أضاف إلى خبرته في مجال الإعلام والتكنولوجيا.
التدريب وتأهيل الشباب
إيمانًا منه بأهمية نقل المعرفة، دخل علاء مجال التدريب، حيث عقد أكثر من 50 دورة تدريبية في مجال التصوير والإنتاج، واستطاع أن يخرّج قرابة 1500 شاب وشابة، ساعدهم في دخول سوق العمل وتحقيق طموحاتهم في عالم التصوير والمونتاج الاحترافي
العمل في البحرين والتوسع الدولي
لم تتوقف طموحاته عند حدود الأردن، فقد انتقل إلى مملكة البحرين ليعمل هناك بشكل مستقل كمصور ومنتج ومخرج. تعاون مع عدة شركات ومؤسسات حكومية، مما عزز من مكانته كمحترف في هذا المجال، وله انتاجات مهمة اخرها
برنامج مواهب من السجون المفتوحة والذي عمل عليه
بالتعاون مع الإدارة العامة لتنفيذ الأحكام والعقوبات البديلة في مملكة البحرين .
قصة نجاح تستحق الإلهام
تجربة علاء تعكس كيف يمكن للإصرار والشغف أن يغيرا حياة الإنسان. بدأ كرجل إطفاء، لكنه لم يرضَ بالبقاء في مكان واحد، فخاطر، تعلم، عمل بجد، حتى أصبح واحدًا من أهم مصوري الفيديو في العالم العربي ومنتج برامج وأفلام وثائقية
قصته هي رسالة لكل شخص يحلم بالتغيير، لكنها أيضًا درس في أن النجاح لا يأتي بسهولة، بل يحتاج إلى شجاعة، مثابرة، واستعداد لمواجهة التحديات.