هلال صحيح وعيد سعيد

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
للعيد معاني عظيمة، منها ما يمكن رؤيته من مظاهر هلال المناسبة، وآخر ما يندرج مضامينه بجملة العيد المتصلة التى يمكن قراءة معانيها من خلال ثقافه العيد المكتسبة، حيث المحتوى الحضاري لمنطقة مهد الحضارات الإنسانية، و هى الثقافة التى تتمثل بمنهجية القبول بشراكة الآخر في المنطقة واغناء روح التسامح الإنساني وتجسيد لغة التراحم في داخل الأمة وذلك عبر مد جسور الوصل وسمو مبادئ التواصل بين ابناء الاسرة الاردنية الواحدة، وهى الجملة التى تتشكل منها مراسم العيد وشعائره.
 
سيما وان هلال العيد يهل علينا من مقام الرؤية الصحيحة التي وقف الأردن عليها، وليس من بيان المعادلات التقديرية التى جاءت فى غير مكانها، والتى كانت من المفترض أن تبعد الأمة عن الاقتسام الرمزي فى بيان شعائر الهلال والأمة مازالت تتعرض لتحديات عميقة ما فتئت تنال من وحدة صفها، كما تستهدف امنها عبر استهداف طال جغرافيتها السياسية في ظل سياسة التمدد الإسرائيلية للمنطقة، التي راحت تستحوذ فيها على أجزاء من سوريا وأجزاء من لبنان وتسعى لضم القدس وغزة والضفة فى دومينو الأمن والتوسع الذي يقوده نتنياهو وسط مظلة امريكية داعمة.

وهو التحدى الذى كان بحاجة إلى صوت موحد رادع على اقل تقدير من باب شعائر هلال العيد، التي جاءت من باب الرؤية ولم تأتي من باب الواقع المجازي فى البيان والاجتهاد، وهو العيد الذى يهل علينا وكلنا رجاء أن يغير الله حالنا فى أمة الضاد الى حال افضل متعاضد في السند ومتراحم في الإسناد، متصل مع واقع الأمه وداعم لمكانتها ومنصف لقضيتها المركزية العادلة التي يعتبرها العالم أجمع أيقونة الحرية.
 
ولعل حال المشهد يجعلنا نبتهل لله جلت قدرته ان يعيد هذه المناسبة علينا وقد اجتزنا تبعات هذه الازمات الاقليمية التى مازلت تثقل حركة قيادتنا الهاشمية الماجدة، وترهق بأوزارها كاهل شعبنا الاردني الوفي الذي تحمل كما قيادته 14 سنه متواصله من الحروب الاستخبارية التي اجتاحت المنطقة، منذ الربيع العربي بحركات مفصلية مرورا بحروب الإرهاب ومن ثم الوباء وصولا الى حرب غزة وتبعاتها الإقليمية.

وهذا ما جعل من ميزان التنمية مثقل والاقتصاد مرهق ونماذج أطوار الرعاية والعناية للحكومة غير قادرة لإستكمال برامجها التنموية نتيجة الأثقال الإقليمية وتبعاتها السياسية والأمنية والإنسانية، الأمر الذي بات يستدعي ايجاد روافع استثنائيه داعمة تنهي مرحلة الركود المعاشة وتقوم على تمتين الجبهة الداخلية وفق برنامج يقوم على المصالحة الوطنية من على أرضية أهلية المواطنة المدنية والسياسية.
 
ومع أطلالة هلال العيد علينا فإنه لا يسعنا الا ان نرفع لجلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامين الامير الحسين أسمى آيات التهنئة والتبريك بمناسبة حلول عيد الفطر السعيد، راجين من الله ان يعيد هذه المناسبة على القيادة الهاشمية وعلى الأسرة الأردنية الواحدة بالخير والبركة، وهي ترفل بثوب العز والرفاه، وأن يعيده على الأمتين العربية والإسلامية بالسلام والخير،،، وعليكم جميعا قد حققتم امنيات العفو والعافيه،،، هلال صحيح وعيد سعيد.