روابط القرى تعود إلى الواجهة وصداع في الرأس الأردنية

نبض البلد -

الاستعداد لتداعيات نهاية عصر السلطة الفلسطينية

قرارات قمة القاهرة سقطت في أرضها وواشنطن لم تسمعها أساسًا

روابط للقرى في الضفة وتهجير نصف سكان غزة بموافقة من عواصم عربية

الأنباط – عمر كلاب

بهمس أقرب إلى محاولة قراءة الشفاه منه إلى السمع, يقول مصدر شبه رسمي, ما تقوله إدارة ترامب في العلن, غير ما تفعله في السر مع الأردن, في معرض توضيح تصريحات المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط, والتي أشاد فيها بدور الملك وتميزه في الإقليم, مؤكدًا المصدر أن الغرف الأمريكية المغلقة تشهد إعداد سيناريوهات للمنطقة تخدم فقط الكيان الصهيوني, وتعيد ترتيب الإقليم وفقًا لحساباته ومصالحه, بعد أن أعلنت واشنطن وفاة مخرجات القمة الطارئة في القاهرة صباح يوم إعلانها.

لا يخالف ما ذهب إليه مصدرنا الأردني محلل سياسي فلسطيني, حيث يرى ياسر مناع, الخبير في الشأن الإسرائيلي, أن مجريات الأحداث على الأرض في الضفة الغربية, تكشف نهاية عصر السلطة, مع الحفاظ على دور مؤسساتها الأمنية لغايات التنسيق الأمني فلا بديل لها حتى اللحظة, في حين تتجه الرؤيا إلى شكل إداري أقرب إلى شكل روابط القرى, الذي كان يمنح كل مدينة فلسطينية استقلالًا إداريًا, فقد أعطى محافظ طولكرم أوامره لمنتسبي الأجهزة الأمنية, بارتداء اللباس المدني داخل المحافظة, وهذا المشروع سبق وأن خاض الأردن ضده حربًا بلا هوادة, عند طرحه سبعينيات وبواكير ثمانينيات القرن الماضي, وانتهى المشروع باغتيال رموزه أو هروبهم خارج فلسطين.

هذه الصيغة بتحديثاتها, هي المطروحة فعليًا داخل الغرف الأمريكية, وهي التي تسعى واشنطن إلى فرضها, وهذا يضع الأردن في قلق متصل, فالضفة ليست فقط جناح غربي, بل حاضرة في المشهد الأردني بكل تفاصيلها, أو كقضية محلية كما يقول غالبية المحللين الأردنيين, فهل ستمنح واشنطن نتنياهو ما يريد في الضفة على حساب المصالح الأردنية, هكذا سألنا مصدرنا الأردني, الذي قال يبدو أن الامور تسير بهذا المسار, وكل ما علينا فعله الانتظار والاستعداد, فما سبق لن يعود, قاصدًا مساحة المناورة والحركة السابقة للدبلوماسية الأردنية.

الوحيد الذي يبحث عن ترياق, هو رئيس السلطة, الذي سيكون آخر من يحظى بهذه التسمية, حسب مجريات الأمور, ورغم أن هذا المخطط خطير للغاية، إلا أنه لم يجد حتى اللحظة الكثير, من التصريحات والمواقف الفلسطينية, خاصة من قبل السلطة في رام الله، لمواجهته وحتى الدعوة إلى تحرك عربي وإسلامي للتصدي له, نظرًا لما يحمله من مخاطر تهدد الفلسطينيين بشكل مباشر, مما يعني أن السلطة تدرك أنها خارج الحسابات بصورتها السياسية, وما بقي لها سوى دور أمني, لذلك كثر الحديث مؤخرًا عن تغييرات في القيادات الأمنية الفلسطينية, لتكون جاهزة للقيام بالمهمة المختلة جينيًا.

مشروع روابط القرى, ومشروع تفريغ سكان غزة, بحد أدنى بنسبة 50% عائد بقوة, ولم يبق من قرارات قمة القاهرة الطارئة إلا بقايا مخلفات ورقية, بعد تسريبات أمريكية, بأن عاصمتين من عواصم التأثير العربي, قد تبنتا خطة ترامب, إحداهما بدون تحفظ, وترى أوساط صهيونية أن المشهد اليوم بات مفتوحًا, لتطبيق مشروع ترامب في رئاسته الأولى, القدس عاصمة موحدة, والجولان أرض إسرائيلية, وهذا ما جرى على أرض الواقع, وتحت الرصاص والاحتلال الفعلي, ويبدو أن فرص نجاة مشروع سورية الجديدة مربط بموافقتها على ذلك, وبهذه الطريقة ستدخل لبنان بالضرورة على الخطة, التي يتبناها ويتكوف وينظر لها.

المشهد الفلسطيني, يربك صانع القرار الأردني, الذي بات عليه, التفكير بالتمكين الذاتي, وإعادة تدوير الزوايا السياسية, نحو التخفيف من وطأة الخطاب السابق, حفاظًا على المصلحة الأردنية, حسب رأي مصدران أردنيان كانا في صدر المسؤولية حتى وقت قريب.