د. جبر: عودة العدوان على غزة تكشف غياب موقف عربي حقيقي
السعود: التاريخ سيشهد على موقف الأردن الثابت الرافض للتهجير
الأنباط - محمد شاهين
في مقابلة مع برنامج "قراءة المشهد" عبر شاشة الأنباط، استعرضت أستاذة العلوم السياسية، الدكتورة أريج جبر، التطورات المتسارعة في الساحة الفلسطينية وتصعيد الكيان المحتل الأخير في قطاع غزة.
وأكدت جبر أن ما يحدث اليوم ليس بالجديد، إذ أن إسرائيل تواصل نقض العهود والتهرب من الالتزامات، مما يؤدي إلى العودة إلى العدوان على غزة ومجازر متتالية، مع غياب حقيقي لأي تحرك عربي فعّال.
وقالت أن التصعيد العالمي، بما في ذلك التطورات في روسيا وأوكرانيا، ومحاولة أمريكا إعادة ترتيب الرؤية العالمية، لا يمكن فصله عن العدوان الإسرائيلي المستمر، وأضافت أن العالم في حالة من الضعف السياسي، ما يتيح لإسرائيل استغلال هذه الفرصة لفرض سيطرتها على الأراضي الفلسطينية وتعميق عمليات التهجير.
الدوافع الإسرائيلية
وفيما يتعلق بالسبب وراء العودة إلى الحرب، أشارت جبر إلى أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، يسعى إلى إرضاء اليمين المتطرف، خاصة في ظل التهديدات السياسية داخليًا، مثل تأجيل الموازنة المالية، وأضافت أن إسرائيل تستغل هذه الفرصة لتحقيق أهدافها التوسعية والتهجيرية، وتفادي أي حلول سياسية قد تفرض عليها من قبل المجتمع الدولي.
وفيما يخص الرد العربي، أوضحت جبر أن المواقف العربية تقتصر غالبًا على التنديد والإدانة، دون أن يتم اتخاذ خطوات عملية للضغط على إسرائيل، وذكرت أن بعض الدول العربية، مثل الأردن، تحاول اتخاذ موقف أكثر استباقية في دعم القضية الفلسطينية، مشيرة إلى زيارة الملك عبد الله الثاني لأوروبا حيث شدد على ضرورة الضغط الدولي لإجبار إسرائيل على احترام مبدأ حل الدولتين.
حماس والمفاوضات
وتناولت جبر أيضًا دور حركة حماس في هذا السياق، مشيرة إلى أن حماس لم تسيء إدارة ملف المفاوضات كما يروج البعض، بل كانت تتمسك بشروط تحفظ حقوق الفلسطينيين، وأوضحت أن الوساطات العربية كانت غير فعّالة في إجبار إسرائيل على الالتزام بتعهداتها، بل ساهمت في إضعاف الموقف الفلسطيني، وهو ما دفع حماس إلى الاستمرار في المقاومة.
اعتبرت جبر أن السلطة الفلسطينية باتت مكبلة بالتنسيق الأمني مع إسرائيل، وأن مواقفها تدور بين الإدانة والتنديد، دون اتخاذ إجراءات حاسمة، وبينت أن حماس ما زالت منفتحة على المبادرات العربية والإقليمية لتوحيد الصف الفلسطيني، ولكنها ترفض المواقف التي تهمل حقوق الفلسطينيين لصالح الاحتلال.
وعن المستقبل القريب، توقعت جبر أن يواصل الاحتلال عدوانه على غزة، مع إشارات إلى أنه قد يكون ذلك لتمرير بعض الأجندات السياسية الداخلية في إسرائيل، ومع ذلك، ورأت أن المقاومة الفلسطينية، ستكون قادرة على فرض استراتيجيات جديدة تضمن حقوق الشعب الفلسطيني، سواء على مستوى الدفاع عن الأرض أو في المفاوضات المستقبلية.
خطة تويتكوف
وعن الخطة العربية التي تضم مبادرات لوقف الحرب، أكدت جبر أن حماس لم ترفضها بالكامل، لكنها طالبت بتعديلات تضمن انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي الفلسطينية ووقف التهجير. وأضافت أن حماس ستكون أكثر وعيًا واستراتيجية في التعامل مع أي ضغط دولي، خاصة من الولايات المتحدة.
ولفتت جبر إلى أهمية استمرار الضغط الدولي على إسرائيل لوقف إطلاق النار، ودعم المواقف الثابتة من الأردن ومصر في رفض تهجير الفلسطينيين، مشددة على ضرورة إعادة إعمار غزة وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
السعود: المجازر جزء من سياسة الاحتلال
من جانبه، أكد رئيس لجنة فلسطين النيابية، النائب سليمان السعود أن عدوان الاحتلال يتجاهل جميع القيم الإنسانية والأخلاقية، مشيرًا إلى استهداف المدنيين في غزة والمجازر التي تُرتكب ضدهم.
وقال النائب السعود: "هذه المجازر ليست مجرد تصرفات عشوائية، بل هي جزء من سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، التي لا تكتفي بإغلاق المسجد الأقصى والاعتداءات في الضفة الغربية، بل تواصل ارتكاب المجازر في قطاع غزة في ظل صمت المجتمع الدولي".
ووصف السعود هذا العدوان بأنه "جريمة حرب" تخرق جميع القوانين والمعاهدات الدولية، مشيرًا إلى أن إسرائيل تهدف إلى كسر إرادة الشعب الفلسطيني وفرض واقع جديد بالقوة، وهو ما لن يتحقق مهما طال الزمن.
وأشار إلى أن الكيان لا يحترم أي اتفاقيات أو مواثيق، مؤكدًا أن وقف إطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه كان من المفترض أن يُنفذ على مراحل، وأوضح أن إسرائيل قامت بتجاوز هذه المراحل، بما في ذلك قطع المياه عن قطاع غزة، رغم استئناف الحرب في ذلك الوقت.
وأضاف النائب السعود أن الأردن كان وما زال يعمل بكل إمكانياته من أجل دعم الفلسطينيين في غزة، مشيرًا إلى دور جلالة الملك عبد الله الثاني في السعي لوقف إطلاق النار وتحقيق السلام العادل في المنطقة.
وفيما يتعلق برسائل الأردن في هذا الصدد، وجه السعود رسائل متعددة: الأولى إلى الحكومة الأردنية التي أخذت على عاتقها مسؤولية دعم غزة ومساندة شعبها، مؤكدًا أن الأردن لم يتوانَ في تقديم الدعم الإنساني لغزة منذ بداية الأزمة، من خلال إرسال المساعدات الإنسانية والطبية.
الرسالة الثانية موجهة إلى الشعوب العربية والإسلامية، محذرًا من أن الصمت أمام هذه الجرائم يُعد تواطؤًا مع الاحتلال، وطالب الدول العربية والمنظمات الحقوقية بالتحرك الفوري لوقف العدوان وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
كما أكد على ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل لفتح المعابر وإدخال المساعدات، داعيًا إلى موقف موحد من العالم العربي للضغط على المجتمع الدولي لإلزام إسرائيل بوقف العدوان.
وفي رده على التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، أكد النائب السعود أن إسرائيل تسعى منذ سنوات لتطبيق خطة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، وأوضح أن موقف الأردن الثابت تحت قيادة جلالة الملك عبد الله الثاني هو رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو توطينهم في الأردن.
واختتم النائب السعود حديثه برسالة إلى الشعب الأردني قائلًا: "فلسطين هي قضيتنا جميعًا. ونحن نعتبر أن موقف الأردن في الدفاع عن فلسطين هو موقف تاريخي، والشعب الأردني كان دائمًا في مقدمة المدافعين عن حقوق الفلسطينيين"، وأضاف أن "التاريخ سيشهد على موقف الأردن الثابت في دعم الحق الفلسطيني، ولن يتحقق السلام في المنطقة إلا بحل عادل للقضية الفلسطينية، من خلال إقامة دولة فلسطينية على التراب الفلسطيني".