إحياء ذكرى الشهداء الأتراك قلعة بمدينة السلط.

نبض البلد -


أحيت السفارة التركية بالتعاون مع بلدية السلط الكبرى ذكرى مرور 110 أعوام على الانتصار بمعركة جناق قلعة البحرية (1915)، وذلك في احتفالية رسمية شاركت فيها قيادات أردنية وتركية، لتكريم نحو 300 شهيد تركي وأردني يرقدون في مقام الشهداء بالمدينة، الذي يُعد رمزاً للروابط التاريخية بين البلدين.
وحضر الاحتفالية، التي أقيمت عند صرح الشهداء التاريخي في السلط، محافظ البلقاء سلمان النجادا، وقائد سلاح الجو الملكي العميد الركن محمد فتحي حياصات، ورئيس بلدية السلط الكبرى المهندس محمد الحياري، إلى جانب السفير التركي الجديد يعقوب جايماز أوغلو في عمّان الذي قدم أوراق اعتماده للملك عبدالله الثاني مطلع الشهر الجاري.
في كلمته الافتتاحية، أكد السفير التركي أن إحياء الذكرى في السلط يحمل "دلالة عميقة"، مشيراً إلى أن الشهداء الأتراك والأردنيين والفلسطينيين قاتلوا جنباً إلى جنب في صفوف الجيش العثماني خلال الحرب العالمية الأولى، وقال: "لا يمكننا أن ننسى من وهبونا الاستقلال بدمائهم، ولا إخواننا من الأردن وفلسطين الذين سقطوا معهم". واستشهد بقول الله تعالى في سورة الإسراء، وبأبيات شعرية تُجسّد قيمة التضحية من أجل الوطن.
كما أشاد السفير اوغلو بالوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، مُبرزاً التقاء مواقف البلدين تجاه القضايا الإقليمية، خاصة رفض "الإبادة الجماعية" في غزة، والدعوة لحل الدولتين، والتأكيد على وحدة أراضي دول المنطقة.
 
من جانبه، استعرض رئيس بلدية السلط المهندس محمد الحياري تاريخ صرح الشهداء، الذي أُسس عام 1994 بحضور الملك الراحل الحسين بن طلال والرئيس التركي الأسبق سليمان ديمريل، ثم جُدد عام 2004. وأشار إلى أن المدينة، المُدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، "تحتضن إرثاً إنسانياً وحضارياً يجسّد الوئام الديني والتاريخ العسكري المشترك".

تضمنت الفعالية إهداء الضيوف شراب الماء والزبيب، الذي كان يشكّل وجبة الجندي العثماني خلال معركة جناق قلعة، في خطوة رمزية لاستحضار ظروف المعارك. كما جرى التأكيد على تعزيز التعاون التركي الأردني في المجالات الثقافية والأمنية، انطلاقاً من "روح المسؤولية الإقليمية" التي تجمعهما، حسب تعبير السفير.

يُذكر أن معركة جناق قلعة، التي هزم فيها العثمانيون قوات الحلفاء عام 1915، تُعتبر منعطفاً تاريخياً في تركيا، بينما تُكرّس ذكراها في الأردن التلاحم بين الشعبين في مواجهة التحديات عبر العصور.