المعايير المزدوجة وربطها بالخيانة ...

نبض البلد -

حقيقة تستوقفني المعايير المزدوجة، والأحكام التي تعرف القص واللصق حسب الشخص، وليس حسب الحكم والبينة، هل نحن من يتحكم بالحكم، ام مشاعرنا واحكامنا المسبقة، ولذلك لن تتقدم أمة حتى تتجرد للحق سيوفها، وتقف على مسافة واحدة من الأطراف جميعها، ومقياسها ميزان ربها الذي انزله للناس كافة مؤمن وغير مؤمن ...

نحن وأنا معهم تختلف الحدة والتفصيل والحكم حسب المقابل، يؤثر فيّ قرب هذا الإنسان وبعده، فكيف إذا كان من دين أخر، او حتى يهودي، مع ما يقوم به هؤلاء من كيد وحقد وإساءة للإسلام، ومع ذلك القرآن وضح انه من الخيانة أن يميل الحكم بحسب الشخص، العدل هو العدل، ولا عدل سوى العدل.

نصطدم يوميا بقضايا تستوجب المفاصلة، هل أنصر أخي الظالم، هل أصطف مع أبن المهنة الفاسد الذي يعلم القاصي والداني حاله واحواله لأن في الجهة المقابلة مسؤول، هل يخفى الحق والعدل على النفوس السوية، أم يحرفها الهوى وميل النفس، "بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره".

في القصة التي يذكرها الأمام الشعراوي رحمه الله في تفسير آية يختانون انفسهم ، وكيف اعتبر الله موقف الصحابة في الفزعة للصاحبي الذي ظلم اليهودي ولجأوا إلى رسول الله صل الله عليه وسلم للضغط عليه لتبرئة الصحابي وادانة اليهودي واعتبر ألامر خيانة، وهؤلاء صحابة ...

يذكر الشعراوي في خواطره "ولذلك يقولون: إذا عرفت في رجل سيئة انكشفت وصارت واضحة. فلتعلم أن لها أخوات؛ فالله لا يمكن أن يفضح أول سيئة؛ لأنه سبحانه يحب أن يستر عباده، لذلك يستر العبد مرة وثانية، ثم يستمر العبد في السيئة فيفضحها الله: {إِنَّ الله لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ خَوَّاناً أَثِيماً}، والإثم أفظع المعاصي. والقوم الذين ذهبوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليستشفعوا عنده لابن أبيرق لكي يحكم له الرسول ضد اليهودي، لماذا صنعوا ذلك؟. لأنهم استفظعوا أن يفضح أمر مسلم ويبرأ يهودي، استحيوا أن يحدث هذا، وعالج القرآن هذه القضية وذلك ليأتي بالحيثية التي دعتهم إلى أن يفعلوا هذا ويقضي على مثل هذا الفعل من أساسه، فقال: {يَسْتَخْفُونَ مِنَ الناس وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ الله..}.المصدر: موقع نداء الإيمان"

درس بالغ الأثر في يختانون أنفسهم...

إبراهيم أبو حويله