الظل يقود الباطن للظاهر !

نبض البلد -
 
د. حازم قشوع
 
يرتبط الظل عادة بالمساحة الخفيه الملتصقة بالجسم الحي، كونه يرتبط بشكل لصيق بالجسم المتحرك القائم وينتهى بحالة سبات إذا استكان الجسم فى طور البسط الساكن، تلك هى المعادلة التى تقوم عليها معادلة الظل وهذا ما يجعل من الظل جملة حياة تعيش معنا كما تعيش فينا، الأمر الذي جعل من علاقة التكوين تقوم على مثلث قائم وبسط منبسط مربوط برابط  الظل ولا يقوم على التضاد كما هى معادلة الحياة الكونية وهي المعادلة المعرفة بضوابط معادلة السالب النافر وقوة الموجب الجاذب التي تقام عليها منظومة الحركة الكونية بكل اجرامها ونظام الضوابط فيها القائمة حول اجسام المادة ومساحة الطاقة.
 
واما العناوين الدنيوية فان علاقة التكوين فيها تكون مبنية على ثلاث عناوين حيث القائم والبسط للحياه والظل لرابط الأثر وميزان التأثير، وهذا ما يجعل الظل وفقا للمعادلة الدنيوية يشكل ذلك العنوان والشاهد حيث يكون مبنيا على جملة متصلة باطنها مخفي لكنه عامل وظاهرها أداة البيان وهالة التسمية وهو ما يجعل الظل يشكل أداة موجودة لكنها خفية لا تنكشف أسرارها إلا عند. إنارة الضوء عليها وعلى ما تحمله من مشاهد كانت فى مساحة  الذاكرة المنسية أو تظهرها اشياء كانت مبهمة في عالم اللاوعي تم تخزينها  بغرفة الظل نتيجة رفضها من قبل العقل وتشخيص الواقع فى حينها في الحاضرة الوجدانية لكنها تصبح ذات قيمة كبيرة بعدما يتم ربطها بالمحتوى الحاضر المرئي من هنا يبرز أهمية إخراج الظل من غرفه العتمة إلى محتوى غرفه النور حيث الحاضر القائم .
 
من الضرورة بمكان تبيان أن الظل لا يحمل دائما علامة سلبية لارتباطه بمخزون الذاكرة الوجدانية نتيجة حمله للامور التى يراد تجاهلها او الامور الاخرى التى تم تجاهلها فى السابق لغايات كانت غير منسجمة من الظروف الواقعية في حينها، وهذا ما جعلها تكون في الغرفة المعتمة حيث غرفة الظل لاسيما وأن غرفة الظل لا تحمل أمور سلبية فحسب بل تحمل  امور ايجابية اخرى كانت موجودة معنا  لكننا كنا نجهل كيفية استخدامها وكان ليس بمقدورنا توظيفها وهى النتيجة التى تجعل من الظل يشكل فى ماهيته حاله يقين حاضرة لكنها غير مرئية.
 
وحتى يمكن رؤية الظل ما تحمله الغرفة المعتمة من أشياء وأفكار فإن الأمر يستدعي منا إنارة نور الرؤية لجلاء العتمة بما يمكننا من رؤية الأمور الباطنة و امكانية تحويل جزءا منها الى الصورة الظاهرة حيث كان يعيش الظل وآن الأوان لتحويله إلى حالة ظاهرية يمكن مشاهدتها، وهذا ما يستوجب منا الانتباه للحركة الكونية التى تبينها حركة الكسوف القمري كما الخسوف الشمسي من الظواهر الكونية لأن كلتا الظاهرتين يعملان على إطلاق بواعث الطاقة الخفية الواصلة بين العالمين المظلم والظاهر من باطن طاقة الشمس المعنون بظاهرة الخسوف وظاهره المشاعر الخفية المبينة بظاهرة الكسوف القمري وهذا ما يجعل من ضياء الشمس باعث لأحداث طاقة التغيير كما يجعل من طاقة النور القمرية حاضنة لبواعث المتغيرات الكونية بكل ما تحمله من دلالات مواجهة متغيرات معرفية.
 
وهو ما يعني أن كلتا الظاهرتين اللتين ستجريان فى شهر مارس الحالى حيث ستجرى ظاهر الكسوف القمري ليلة 13/14 بينما سيكون الخسوف الشمسي او النجمي في يوم 29 من الشهر الحالي، وهذا ما يعني أن شهر رمضان المبارك سيشهد ظاهرة في بدره ببيان ظاهرة الكسوف  كما هو معنون في محاقه بحالة خسوف، وهو ما سيعيد بناء روابط العلاقات من جديد في مفهوم "البيت" وهو المفهوم الدال على الروابط والعلاقات الاجتماعية كما ستسمح ظاهرة الخسوف في آخر الشهر من إعادة بناء طاقة المكان والزمان المرتبطة بالدلالات غير الظاهرة والتي من شأنها أن تعيد بناء طاقة المكان بعناوين جديدة على صعيد المنازل المهنية كما على مستوى نزل فى حاضره بيت التأثير القدرية.
 
وهذا ما يجعل من شهر رمضان المبارك يحمل التغيير بكل محتواه من مصدر البواعث الشمسية والحواضن القمرية، وهو ذات التغيير الذي يحمل طاقة الشعور المعرفي وطاقة الانبعاث الحركي وهو ما يجعله يحمل محددات واضحة لمسارات المرحلة القادمة بكل ما ترتبط به الزوايا الخفية من احداثيات والتى ستصبح علنية باكتمال انتهاء دورانها بخروجها من باب اللاوعي إلى حاضره الوعي، وهذا ما يجعل من هذه الظاهرة الفلكية تأتي وفق توقيتات قدرية معنونة بمعادلات زمانيه ومكانيه، وما كان فيها غائب سيحضر وما كان فيها فى الباطن سيصبح بالظاهر وسيكون مبين بعناوين الحركة الكونية القادمة من مبادرة  مع منظومة الحركة الكونية والتي تأتي متزامنة مع ليالي شهر رمضان المبارك وما يحمله من عظيم اسرار تبينها أوامر التنزيل كما تظهرها بواطن الاقدار المعرفية وذلك مع انتقال الظل من منزلته الخفيه الى مقامه الظاهر.
 
خلاصة القول أن منظومة المعلومات الباطنة إذا ما أصبحت ظاهرة في غير مناسبة فإنها ستحدث حاله غريبه فى الأطوار والابعاد، وهذا ما يجعل من بنك المعلومات ومخزونه محط ثقة وعظيم اهليه فهو من يمتلك تاريخ النهج كما بيان مسار المنهجية، وهذا ما يجعله دائما دقيق في عمله منصف في حسن توظيف أدواته وان طال امد عبارة الانصاف او تأخر قطار ركوبها في معادلته فهى كالكسوف بالتوقيت قدري وهى كالخسوف معلومة التوجهه ومبين الاتجاه.