بشير الدعجه

"ليس معتقلًا.. بل ميزان العدالة لكل خائن وجاسوس ... ومركزٌ لا يفتح أبوابه إلا لهم"!

نبض البلد -
للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه.

في زمنٍ كثر فيه المتلونون، وارتفعت فيه أصوات المشككين، أصبح الدفاع عن الوطن واجبًا مقدسًا لا يحتمل المساومة... واليوم، نجد البعض يحاولون تشويه صورة المؤسسات السيادية للدولة، وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، التي كانت ولا تزال الحصن الحصين للأردن، والسيف القاطع في وجه كل من تسول له نفسه المساس بأمنه واستقراره.

مركز التوقيف التابع للمخابرات العامة ليس سجنًا عاديًا، بل هو غرفة مغلقة لا تُفتح أبوابها إلا لأولئك الذين خانوا هذا الوطن، وباعوا أنفسهم بثمنٍ بخس لأجندات خارجية، أو تلطخت أيديهم بمخططات إرهابية تهدف إلى زعزعة أمن الأردنيين... إنه المكان الذي يُحجز فيه العملاء، والجواسيس، والإرهابيون، ومن تسوّل لهم أنفسهم التحريض ضد الدولة ومؤسساتها، في محاولة يائسة لضرب جدار الأمن الذي بني بدماء الشهداء وجهود الرجال المخلصين.

ليس من حق أحد أن يتباكى على هؤلاء، أو أن يحاول تصويرهم كضحايا، فمن اختار أن يكون خنجراً في خاصرة الوطن عليه أن يتحمل العواقب... ولا مجال هنا للمحاباة أو المجاملة، فالمعادلة واضحة وصارمة : الوطن خطٌ أحمر، وأمنه فوق كل اعتبار، ومن تسوّل له نفسه أن يكون جزءًا من مشاريع التخريب والتآمر، فلن يجد إلا أبواب مركز التوقيف تُفتح له، ليس ليهنأ، بل لينال ما يستحقه وفق القانون والعدالة التي لم تكن يومًا إلا في صفّ الوطن وأبنائه الشرفاء.

أولئك الذين يحاولون تبرير وجود الخونة، أو إظهارهم في ثوب الأبرياء، هم شركاء في الجريمة، وإن لم يكن ذلك بالفعل، فهو بالقول والإيحاء والترويج للمغالطات... فليعلم الجميع أن الأردن ليس مرتعًا للخونة، ولا مأوى للمتآمرين، ولن يكون يومًا ساحة مفتوحة لأعداء الداخل والخارج، مهما حاولوا بثّ سمومهم أو خلط الأوراق أو التلاعب بالرأي العام.

أما أجهزتنا الأمنية، وعلى رأسها دائرة المخابرات العامة، فتبقى خط الدفاع الأول عن هذا الوطن، وستظل شوكة في حلق كل من تسوّل له نفسه المساس به... فليُطلقوا مزاعمهم كيفما شاءوا، وليحاولوا التشويه بكل الوسائل، فالحقيقة أقوى من الزيف، والأردن أقوى من كل خائنٍ ومتآمر وللحديث بقية .