حسين الجغبير
اعتاد الأردنيون في معظم الأحوال أن يعين الوزراء ومدراء المؤسسات من خارج إطار المؤسسة ذاتها. أي يتم تسليم المواقع لأشخاص ليسوا من الكادر الوظيفي، إذا ما استثنينا موقع الأمناء العاميين في الوزارات ممن يتم تعيينهم في الغالب من داخل الوزارة.
هذا النهج ساهم في إبطاء دوامة العمل حيث يحتاج المسؤول أو الوزير لوقتٍ طويل لفهم آلية العمل والتشريعات والقوانين والأنظمة الداخلية للمؤسسات، بعكس من يستلم الموقع بعد أن يكون قد تدرج في العمل، حيث يتميز هذا الشخص بعدم حاجته لوقت لفهم كل ما ذكرنا، فهو قد تشرب الخبرة اللازمة أثناء سنوات عمله بذات المؤسسة، وبنفس الاختصاص.
على سبيل المثال، فمن وجهة نظري أن تجربة محمد الطراونة في إدارة مؤسسة الضمان الاجتماعي كانت ناجحة، فهو ابن المؤسسة منذ سنوات، ومطلع على كافة التفاصيل، حيث ساهم ذلك في إدارته للضمان وقدرته على اتخاذ القرار السليم بما يخدم المصلحة العامة.
لذا، فمن المناسب استمرار ذات النهج، حيث يجب أن يتم تعيين مديرًا جديدًا خلفًا للطراونة من داخل المؤسسة الزاخرة بالكفاءات القادرة على قيادة الضمان الذي يعتبر المؤسسة الأكبر في الأردن، وتمتلك حق إدارة أموال الأردنيين التي تقدر بالمليارات.
الضمان الاجتماعي يستحق أن يقوده أحد أبنائه الأكفاء، والتخلص من فكرة التنفيعات وسياسة تدوير الكراسي، ومنح المسؤول السابق فرصة جديدة لاستلام موقع جديد كترضية على حساب حقيقة قدرته على تأدية المهام بصورة احترافية، إذ أن تعيين مديرًا عامًا للضمان الاجتماعي من خارج المؤسسة سيضرها أكثر مما سينفعها.
اجعلوا أبناء المؤسسة هم من يقودونها الفترة المقبلة لمعرفتهم المسبقة بطبيعة المهام والأهداف والغايات التي يجب أن تتحقق. لا ترسلوا أحدًا لإدارة الضمان وهو غير قادر على ذلك، أو بصورة أدق "لا تقتلوا المؤسسة من أجل إرضاء فلان، أو تزبيط فلان".
الأنسب لإدارة الضمان يتمثل باختيار من أفنى سنوات طويلة من عمره الوظيفي وهو يبذل جهده لإنجاح المؤسسة وتطويرها، وعدم زرع الإحباط في قلوب وعقول كادر الضمان باستقطاب من يقودهم من خارج مؤسستهم!