نبض البلد -
عبد الهادي: الجهاز الهضمي في فترة الصيام يمنح الفرد الراحة لاستعادة نشاطه
الدهون: الصيام يُتيح للفرد القدرة على تحسين الذات وضبط النفس والشعور بالراحة النفسية
عبيدات: الصيام يساعد على تنظيم ارتفاع معدَّلات السكر بالدم وحرق الدهون بطريقة أفضل
الأنباط - كارمن أيمن
في اليوم الثاني عشر من شهر رمضان، مايزال يتداول البعض عادات شائعة مغلوطة ما يؤثِّر على سلوكهم وإنتاجيَّتهم في العمل والدراسة، فضلًا عن الصحّة.
فهناك من يتباهى بأكل كميات مهولة على الإفطار، وآخر يصرح ببقائه نائمًا طوال نهار رمضان ويبتعد عن مخالطة الناس.
لكن الصيام له فوائد عدة في سياقات مختلفة، حيث أنَّه يرتبط ارتباطًا مباشرًا بالصحّة الجسدية والنَّفسية، إذ يتساءل البعض عن مدى هذا الارتباط، وما هو الأثر المُترتب على ذلك؟
وفي سياق الطعام، ويحذر مختصون من الزيوت والأجبان المصنعة والوجبات السريعة التي تزيد من نسبة الكوليسترول السيء في الجسم.
وينصح المختصون بتناول سحور غني بالبروتينات بعيدًا عن الألياف باعتبارها تمتصّ الماء، وبالتالي يشعر الفرد بالعطش والجفاف، ومقابل ذلك فإنَّه من المهم البدء باحتساء الشوربات عند الإفطار وعدم الإكثار من شرب الماء لتجنُّب تخفيف أحماض المعدة، وتناول كمية كافية من البروتينات والخضار.
ويؤكد طبيب الباطنيّة جواد عبد الهادي أهمية محاولة تفادي الجفاف الحاصل في رمضان لاسيَّما في الفترة المسائية عبر تعويض السوائل المفقودة وشرب كميات كافية من الماء لتجنُّب حدوث حالات الإمساك، لافتًا إلى أنَّ الجهاز الهضمي في فترة الصيام يمنح الفرد الراحة لاستعادة نشاطه من خلال الأنزيمات الخارجة من جدار الأمعاء أو المعدة أو البنكرياس والمرارة، خاصّة عند الاعتدال في تناول الطعام خلال الفترة المسائية بكميات ونوعيات مناسبة.
وأضاف أنَّ تناول كميات أقل من السُّكَّريات والنشويات والدهون، إضافة لممارسة الرياضة يُعزِّز مقاومة الأنسولين ويزيد استقبال حساسية خلايا الأنسجة للأنسولين.
وتابع عبد الهادي في حديثه "للأنباط" أنَّ الزيوت والأجبان والوجبات السريعة تزيد من نسبة الكوليسترول السيء في الجسم، فالصيام والتقليل من هذه الأطعمة يسهم في إعطاء راحة للكبد من كميات الطعام الضخمة التي يمتصها عن طريق الأمعاء، ما يؤدّي إلى تقليل تكوُّن الكوليسترول.
ولفت إلى أنَّ بعض الأطعمة يتخلَّلها أملاح زائدة أو شرب مُنبِّهات زائدة، وبالتالي فإنّهَ يتسبَّب في ارتفاع الضغط لدى الأفراد لاسيَّما إن كان الفرد مُصابًا بضغط الدم فيجب عليه الالتزام بالأدوية الموصوفة له وزيارة الطبيب قبل أو أثناء شهر رمضان.
واختتم حديثه بأنَّ في الصيام "راحة نفسية وسكينة " للإنسان من خلال أداء العبادات الروحانية التي تدعم الصحّة الجسدية بما فيها تحسين السكري والضغط والقلب والدماغ والأعصاب.
من جانبه، بيَّن المرشد النفسي والتربوي محمد الدهون أنَّ شهر رمضان يُساهم في تعزيز الاستقرار النفسي والانتماء وتخفيف الشعور بالوحدة عبر التواصل الاجتماعي بين الأفراد، على اعتبار أنَّه يجمع الأهل والأصدقاء على موائد الإفطار، مؤكِّدًا إسهامه في زيادة التأمُّل والتفكُّر والشعور بالفقراء، ما يُتيح للفرد القدرة على تحسين الذات وضبط النفس والشعور بالراحة النفسية من خلال تقديم الزكاة والصدقات للفقراء.
وأضاف أنَّه يُمكِّن الأفراد من تنظيم أوقاتهم وإدارته بالشكل الصحيح، وعلاوة على ذلك فإنَّه يُسهم في الإقلاع عن العادات السلبية كالتدخين أو الإفراط في تناول الطعام والعصبية وهذا يٌعزِّز من قدرة الفرد على التحكُّم في سلوكياته.
وفي السياق، أشارت أخصائيّة التغذية لبنى عبيدات إلى أنَّ أفضل العادات الصّحّيّة لتنظيم تناول الطعام خلال شهر رمضان تكمن في تناول سحور غني بالبروتينات بعيدًا عن الألياف باعتبارها تمتصّ الماء، وبالتالي يشعر الفرد بالعطش والجفاف، ومقابل ذلك فإنَّه من المهم البدء باحتساء الشوربات عند الإفطار وعدم الإكثار من شرب الماء لتجنُّب تخفيف أحماض المعدة، وتناول كمية كافية من البروتينات والخضار.
ولفتت إلى أنَّه يُفضَّل تناول النشويات بعد ساعة من الإفطار، وتأخير تناول الفاكهة ليتم الاستفادة منها قدر الإمكان، والابتعاد عن تناول كميات عالية من السُّكَّريَّات خلال شهر رمضان، كتناول القطايف مشوية بدلًا من القلي، بالإضافة إلى تقليل كميّة القطر، مُنوِّهةً على أنّ التناول الأمثل للحلويات يكون مرتين أسبوعيًّا.
وشدَّدت على أنَّ الصيام الجاف له فوائد عدّة إن طُبِّق في الطريقة الصَّحيحة، من خلال تقليل مادة السايتوكاينز التي تُسبِّب التهابات في الجسم، بالإضافة لـعملية "الالتهام الذاتي" التي يقوم بها الجسم متخلَّصًا من الخلايا الميتة والتالفة ليُعيدَ بناء خلايا صحّيّة وليُعيد بناء جهاز مناعي قوي.
وأضافت عبيدات أنَّه يساعد على تنظيم ارتفاع معدَّلات السُّكَّر بالدم وحرق الدهون بطريقة أفضل، إذ أوضحت أنَّ ممارسة الرياضة قبل الإفطار بساعة يُمكِّن الفرد من إنقاص وزنه، بالمقابل إذا كان الهدف بناء العضلات والمحافظة على البُنية العضلية بطريقة سليمة فإنَّه من الأفضل ممارستها بعد الإفطار.
ولاحظت وجود بعض العادات السيِّئة الشائعة بين الأفراد خلال الشهر تتلخَّص في لجوئهم للنوم في ساعات النهار أكثر من الليل، ما ينعكس سلبًا على الساعة البيولوجية ويؤثِّر على صحّة الجسم وهرموناته، فضلًا عن الإكثار من شرب العصائر التي تزيد من نسبة السُّكَّر في الدم حتّى وإن كانت طازجة، مشيرةً إلى إمكانية استبدالهم بالشاي الأخضر أو مشروب الهندبة أو السموذي "المشروبات الخضراء".