الأنباط-أية شرف الدين
لم تكن تدرك أسماء أنها ستصبح ضحية ابتزاز إلكتروني بسبب صور لها ولصديقاتها خلال رحلة استجمام نشرنها على موقع سناب شات.
العشرينية أسماء كانت تضع صورها وهي تستجم مع صديقاتها بملابس السباحة حيث قام حساب غريب بإضافتها مدعيًا أنه فتاة وبدأوا يتبادلون الصور والفيديوهات حيث قام المبتز بحفظ كل صورها وفيديوهاتها الخاصة ليقوم بابتزازها ونشر صورها الخاصة.
ومن هنا بدأت القصة ليطلب منها علاقة جنسية حيث بدأت تفقد أعصابها ودخلت في حالة نفسية إلى أن لجأت للجهات المختصة وتم التعامل مع القضية وتم حذف الصور بنجاح.
أما العشرينية شيماء فتقول إنها في أحد الأيام فقدت صفحتها على الفيسبوك وتأكدت أنها تمت سرقتها وبدأ السارق المبتز بنشر صورها الخاصة والجريئة حيث لم تبلغ عائلتها بما حصل معها خوفًا منهم لذا استمر المبتز بابتزازها بصورها الخاصة وبعد أيام لجأت إلى الجهات المعنية وبعد الضغط على المبتز تبينت أنها إحدى قريباتها وابتزتها بدافع الغيرة.
ورغم الآثار الإيجابية الكثيرة للتكنولوجيا، إلا أنها أمست سلاحًا ذا حدين، حيث أتت بآفات اجتماعية ونفسية على المجتمع وأهمها الابتزاز الإلكتروني الذي يعد ضمن أهم الجرائم التي تهدد الأفراد وهو ظاهرة اجتماعية منتشرة بشكل كبير حيث أصبحت تزداد عامًا بعد عام نتيجة أسباب عدة منها الاستخدام الخاطئ وغياب رقابة الأهل.
ويعرف الابتزاز الإلكتروني على أنه جريمة تتضمن تهديد شخص ما أو ابتزازه باستخدام وسائل تقنية، مثل الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي لإجباره على القيام بفعل أو الامتناع عنه، أو للحصول على منفعة غير مشروعة.
ويرى الخبير الأمني والاستراتيجي الدكتور بشير الدعجة أن القانون الأردني يعاقب على هذه الجريمة بموجب المادة 18 من قانون الجرائم الإلكترونية رقم 27 لعام 2015، حيث تنص على معاقبة كل من يهدد أو يبتز شخصًا آخر عبر الوسائل الإلكترونية بالحبس لمدة لا تقل عن سنة، وبغرامة تتراوح بين 3000 و6000 دينار أردني، ولاسيما إذا كان التهديد بارتكاب جريمة أو بإسناد أمور خادشة للشرف أو الاعتبار حيث إذا كانت مصحوبة بطلب صريح أو ضمني للقيام بعمل أو الامتناع عنه، فتكون العقوبة الأشغال المؤقتة، وغرامة تتراوح بين 5000 و10000 دينار.
وبين الدعجة الفرق بين الابتزاز والتهديد، حيث يكمن الفرق بأن التهديد إعلان نية إلحاق الأذى بشخص ما، سواء كان ذلك شفهيًا أو كتابيًا أو عبر وسائل أخرى، دون اشتراط الحصول على منفعة. في حين أن الابتزاز يتضمن تهديدًا مصحوبًا بطلب أو ضغط لإجبار الضحية على القيام بفعل أو الامتناع عنه، بهدف تحقيق منفعة غير مشروعة للمبتز.
وأوضح الدعجة أن جريمة الابتزاز الإلكتروني تتسبب في أضرار جسيمة لكل من الضحية والمبتز، مشيرًا إلى أن هذا الابتزاز له آثار نفسية سلبية على الضحية مثل القلق والاكتئاب وفقدان الثقة بالنفس، بالإضافة إلى أضرار اجتماعية تتعلق بالسمعة والعلاقات الشخصية. أما بالنسبة للمبتز فعلى الرغم من تحقيقه لمكاسب غير مشروعة مؤقتة إلا أنه يواجه عقوبات قانونية صارمة قد تؤدي إلى السجن والغرامات المالية، بالإضافة إلى التأثير السلبي على سمعته ومستقبله.
وفي حال التعرض للابتزاز الإلكتروني يجب عدم الاستجابة لمطالب المبتز، والتواصل فورًا مع وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية في الأمن العام الأردني لتقديم الشكوى والحصول على المساعدة.
وهنا يوضح المحامي والمستشار القانوني رامي سليحات أن الابتزاز الإلكتروني هو نشاط جرمي يقوم به المبتز بتهديد الضحية أو نشر صوره أو صورها، مضيفًا أن أكثر الشرائح المعرضة للوقوع في هذه الجريمة هي شريحة المراهقين والأطفال.
وبين السليحات أنواع الابتزاز الإلكتروني ومنها العاطفي والمادي والجنسي، وأوضح أن الابتزاز المادي يُعد من أخطر أنواع الابتزاز حيث أنه يؤثر وبصورة مباشر على الأسرة بجميع أفرادها حيث أن أساسه استخدام أية طريقة ممكنة لغايات الحصول على صور إحدى الضحايا التي تخشى نشرها سواء من خلال علاقة غرامية أو عن طريق اختراق الهاتف لغايات.
وحول الأسباب التي تدفع الشخص للابتزاز، بين أنها تكمن بالفراغ والفضول والاندفاع الزائد وضعف الشخصية وعدم الثقة بالنفس، بالإضافة لبعد الأهل وعدم متابعتهم لأبنائهم ولقلة الوعي في استخدام التكنولوجيا.
ووجه سليحات نصائح وقائية عديدة تساعدنا وتحمينا من المبتزين منها، اختيار أرقام سرية صعبة وغير معتادة وعدم مشاركتها مع الآخرين وتفعيل المصادقة الثنائية على هذه الحسابات حتى لا يتم اختراقها.
وحذر سليحات من تنزيل أو شراء التطبيقات من خارج المتاجر الخاصة بنظام هاتفك وخصوصًا الواتساب الذهبي.