وجدي النعيمات- لم يكن الطفل صائل عرفات يعلم أنه ذاهب لشراء أغلى قهوة في العالم، وأن ثمنها سيرافقه طيلة عمره.
وقال لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، إنه أصيب بشظية من انفجار وقع أثناء ذهابه لشراء قهوة لعائلته، بُترت نتيجته ساقه اليمنى.
وصائل، البالغ من العمر 10 أعوام، أحد المستفيدين من المبادرة الملكية لعلاج ألفي طفل مريض من قطاع غزة عبر الممر الطبي الأردني .
وقال صائل: "غمرتني السعادة عندما تلقت عائلتي اتصالًا للعلاج في الأردن لتركيب طرف صناعي سيمكنني من السير من جديد، والاستمتاع بطفولتي".
في حين أعرب والده، عرفات السطري، عن امتنانه وشكره لجلالة الملك عبدالله الثاني على هذه المبادرة والمكرمة، مؤكدًا أنها ليست الأولى التي يقدمها جلالته للشعب الفلسطيني.
حال عبدالسلام قطوش لا يختلف عن صائل، كما يقول والده، الذي ذاق مرارة فقدان ابنٍ وبتر ساق آخر نتيجة القصف الوحشي، وقد خاطبته منظمة الصحة العالمية لتركيب طرف صناعي لابنه في المستشفيات الأردنية.
وأكد أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، وقف بكل قوة وشجاعة مع الفلسطينيين، سواء بتقديم المساعدات الغذائية والعلاجية، أو بوقوف جلالة الملك إلى جانبهم في جميع المحافل الدولية.
وقالت والدة سيدرا البرديني إن إحدى يدي ابنتها بُترت، وإن العائلة كادت تستسلم لفكرة أنها ستعيش طيلة عمرها بيد واحدة، بعدما لم يعد أمامهم ما يمكنهم فعله.
وأضافت: "إلا أن إرادة الله شاءت أن تكون لابنتي يد أخرى من خلال مكرمة ملكية أردنية لتركيب طرف صناعي يساعدها باقي حياتها".
وأكد محمد عدنان العمواس: "رغم الألم والدمار الذي أصابنا، إلا أننا نشعر بالأمل حين نشاهد جهود الأردن والقوات المسلحة الأردنية/ الجيش العربي، التي حضرت إلى أقصى قطاع غزة وحملتنا إلى دار الأمان الأردنية، محتضنة أطفالنا لتوزيعهم على المستشفيات الأردنية، تمهيدًا لعلاجهم وتخفيف الآلام عنهم وعنا".
وعبّر عن فرحته الغامرة بأن ابنه بلال، الذي أصيب في عينه اليسرى، استفاد من المكرمة الملكية للعلاج في الخدمات الطبية الملكية.
وقالت والدة الطفلة مريم النجار، إن المبادرة الملكية الأردنية لعلاج ابنتها في المستشفيات الأردنية أحيت فيهم الأمل، بعد معاناة طويلة نتيجة تعرض ابنتها لتشنجات وإغماءات، خصوصًا مع صعوبة التنقل وتدمير الاحتلال لمستشفيات غزة.
وكانت القوات المسلحة الأردنية وكوادر وزارة الصحة قد استقبلت، ضمن الدفعة الأولى، 26 طفلًا دخلوا عبر جسر الملك حسين مساء أمس لتلقي العلاج في المستشفيات الأردنية، ضمن التوجيهات الملكية.
وفور وصولهم، بدأت وزارة الصحة بإعطائهم البرنامج الوطني للتطعيم، ثم نقلتهم إلى المستشفيات الأردنية لعلاجهم.
يُذكر أن هذه المبادرة تشمل علاج ألفي طفل مريض من غزة في المستشفيات الأردنية، على أن تتم إعادتهم إلى غزة بعد إتمام العلاج.
وقد أعربت منظمات دولية عن استعدادها لدعم هذا الجهد الإنساني.
--(بترا)