نبض البلد -
آل خطاب: التوقعات غير الدقيقة قد تؤدي إلى تعطيل قرارات حاسمة بالحياة اليومية
الأنباط – الاف تيسير
كلما اقترب منخفض جوي من الأردن، عجت منصات التواصل الاجتماعي بالمتنبئين الجويين ليفتي كل على هواه.
عشرات التوقعات الجوية المتباينة تشهدها منصات التواصل بكل منخفض، بعضها يستند إلى مصادر علمية، والبعض الآخر قائم على الاجتهاد الشخصي أو الإثارة لجذب المتابعين ومع تضارب هذه التوقعات، ليجد المواطن نفسه في حيرة بين ما تنشره دائرة الأرصاد الجوية، الجهة الرسمية المسؤولة عن التنبؤات الجوية، وما يبثه هواة الطقس، الذين بات لهم تأثير واسع، سواء كان ذلك إيجابيًا أم سلبيًا.
وفي كثير من الأحيان، تتسبب هذه التوقعات غير الدقيقة في إثارة القلق لدى المواطنين، وقد تؤدي إلى تعطيل قرارات حاسمة تتعلق بالحياة اليومية، مثل تأجيل الدوامات الزيادة في الشراء أو إغلاق الطرق أو الاستعداد لموجات برد شديدة وقد لا تحدث بالحدة المتوقعة لها، ومع تزايد هذه الظاهرة أصبح من الضروري وضع حد للفوضى المعلوماتية المرتبطة بالطقس، وهو ما قد يدفع دائرة الأرصاد الجوية إلى التحرك لوضع تشريعات تنظم نشر التوقعات الجوية، وضمان وصول معلومات دقيقة وموثوقة إلى المواطنين.
مدير دائرة الأرصاد الجوية
وفي هذا السياق، أوضح مدير دائرة الأرصاد الجوية رائد آل خطاب أن الدائرة تعمل على وضع تشريع ينظم نشر التوقعات الجوية، للحد من التوقعات غير الدقيقة التي تنشرها بعض الجهات غير المتخصصة، والتي تؤدي إلى إرباك المواطنين.
ومع الانتشار الكبير لمواقع التواصل الاجتماعي، بات بعض الأشخاص ينشرون توقعات جوية مبالغ فيها لجذب المشاهدات، ما يؤثر على الرأي العام، مؤكدًا أن دائرة الأرصاد الجوية تهدف من هذا التشريع ليس منع أحد من متابعة الطقس، بل ضمان أن تكون المعلومات المتداولة دقيقة ومسؤولة، بما يحمي المجتمع من الشائعات".
دورات تدريبية للهواة
وأكد آل خطاب أن دائرة الأرصاد الجوية تدرك اهتمام بعض الهواة بالطقس، لذلك توفر لهم دورات متخصصة في الرصد والتنبؤات الجوية، يقدمها خبراء معتمدون وفق معايير المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO).
أما فيما يتعلق بنشر التوقعات الجوية، أضاف آل خطاب أن إدارة الأرصاد تؤكد أن العملية يجب أن تتم وفق إطار قانوني منظم، حيث يخضع كل من يريد تقديم معلومات جوية إلى التشريعات والتعليمات التي ستصدر في حال إقرار القانون المرتبط بهذا الشأن.
وفيما يخص مكافحة انتشار التوقعات غير الدقيقة، شدد آل خطاب على أهمية الإعلام المسؤول في ضبط هذا الأمر، قائلًا: "نعتمد بشكل كبير على دور وسائل الإعلام في تحري الدقة، داعيًا جميع الجهات الإعلامية، لـنقل المعلومات من مصدرها الرسمي، وهو دائرة الأرصاد الجوية".
وأشار آل خطاب إلى أن الدائرة تدرس إمكانية التعاون مع الجهات الرسمية لوضع إطار تنظيمي يضبط نشر التوقعات الجوية، بهدف ضمان الدقة والمصداقية في المعلومات المتداولة.
واختتم آل خطاب حديثه بأن أحد التحديات الكبرى التي تواجه الدائرة هو الكم الهائل من التوقعات غير الدقيقة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تتسبب في إثارة "البلبلة"، خاصة عندما يتم تضخيم الأحداث الجوية أو نشر معلومات متضاربة، مضيفًا أن الإدارة تعمل بجهد مستمر على تفنيد هذه المعلومات، وتوضيح الحقيقة للمواطنين.