نبض البلد -
لن نملك حلا إلا عندما نمتلك عقلا يابانيا،الإنسان في المجمل ينظر إلى ما يفقده وينسى ما يملك، طبيعة بشرية نعم ولكن هذه النظرة تخلق شعورا سلبيا في النفس.
هناك فرق كبير في تربية المجتمعات وهي ما تشكل فارقا في عوامل البناء والهدم لأي مجتمع ، لنأخذ النظرة اليابانية للمجتمع ولصاحب العمل وللوظيفة العامة.
ستجد أن النظرة لصاحب العمل قائمة على التقدير والإحترام والإخلاص في العمل ما يخلق مؤسسات قوية جدا ومنافسة ، في المقابل صاحب العمل يشعر بالمسؤولية المجتمعة والاعباء الملقاة على عاتقه ويحرص على سلامة مكان العمل والموظف وحياته الخاصة والعامة.
ونظرة الياباني إلى الوظيفة العامة قائمة على مبدأ الخدمة وقداسة الوظيفة الخدمية وضرورة التفاني في الخدمة العامة ، وإعتبار العامة أصحاب الحق المطلق وأن أي تقصير في خدمتهم هو أمر لا يغتفر.
في المقابل كانت هذه النظرة هي الموجودة عند جيل مضى ولكنها تغيرت ، وأصبحت أن الأصل المشاركة في المكاسب. وأن الواجبات لا تتعلق به بل بغيره.
فهو يريد وظيفة ويريد تعليما ويريد صحة وسكن ، وكل هذه حقوق ولكنها تستلزم قبل ذلك ما نسيه تماما وهو القيام بالواجبات وإلا فلن تتحقق هذه المكاسب للجميع.
طبعا ما خلق الشعور بالإحباط والسعي للتكسب بدون عمل ، هو أن هناك فئة قليلة تأخذ اكثر بكتير مما تعطي ، و الكل مجمع على أنها تأخذ ما لا تستحق ، ولذلك خلقت هذه الفئة شعور بالإستياء من الجميع.
ولكن الحل ليس بأن يجلس الجميع ويخسر الوطن ولكن الحل بالعدالة والشفافية والمساواة وتجاوز هذه المرحلة لأن الوطن لن يستطيع تحمل ذلك.
وهذا الشعور يخلق حالة من الإحباط والتخاذل والسلبية عند الفئة العظمى للأسف ، ولا بد من العمل الجاد للخروج من هذه الحالة ...
لأن هذه الحالة تخلق مجتمعا مريضا متكاسلا يحمل عناصر زواله وانتهائه للأسف.
لن يستطيع مجتمعا مهما كان قويا وغنيا من أن يحمل الفئة العظمى من أبنائه اذا لم يكن هناك عمل وإنتاج وإنجاز ، وما يحدث نتيجة لهذه الروح تراجع مؤسسات الدولة والقطاع الخاص وتراجع الكفاءة والانتاجية.
وبالتالي ندفع جميعا الثمن.
لذلك لا بد من تصويب هذه الحالة النفسية والعمل على إجتثاث أسبابها نهائيا والعودة إلى مربع المساواة والعدالة وهي الطريق للخروج من هذه الحالة.
إبراهيم أبو حويله...