نبض البلد - مقسمة على مرحلتين وبعمر افتراضي يصل إلى خمس سنوات
حماس تلعب بأسلوب عرفاتي من خلال مبادرة أبو مرزوق
خطة ويتكوف تقلب الطاولة على مراحل التهدئة
نتنياهو استبق القمة وحدد سقوفها
الأنباط – قصي ادهم
استبق الكيان الصهيوني قمة القاهرة, بتحرش من النوع العابر للحدود, بوقفه عمل المعابر الإنسانية مع قطاع غزة وإدخال المواد الإغاثية, وكأنها تقول للقمة سلفًا, هذه سقوف القمة أو أنها تذكرها بالسقوف المسموحة, طالما بقيت حماس على رأس هرم السلطة في قطاع غزة, رغم أن الحركة قدمت كل موجبات التنازل المطلوب عربيًا, وفي مماحكة من الطراز العرفاتي, قام نائب رئيس الحركة موسى أبو مرزوق بتقديم مبادرة أوسع تشمل السلاح والندم, بانتظار أشكال الرد على هذه المبادرة داخليًا وخارجيًا.
وأسلوب أبو مرزوق فيه شبهة عرفاتية كما أسلفت, حيث كان الزعيم الراحل ياسر عرفات, يقدم مبادرات مثيرة على لسان قيادات فتحاوية وفلسطينية, ليقيس ردود فعل الشارع الفلسطيني, أو للتمهيد له بخطوة كبيرة, وكانت نهاية المبادرة إما تصفية مطلقها بالاغتيال أو تصفيته بالاعتزال, ولكن مبادرة أبو مرزوق كانت أوسع إطارًا من مبادرات عرفات, فهي أيضًا رسالة للقمة العربية عن مدى مرونة حماس في مواجهة تصلب عباس وسلطته.
القمة عقدت حلقتها التحضيرية لقاء مغلقًا, على مستوى وزراء الخارجية, وهذا يعني أن المامول ليس كبيرًا, طالما بقي المطروح خارج مراقبة الإعلام, لكن الخبير الأمني والمقرب من دوائر القرار, عمر الرداد كشف ما هو مطروح على مائدة الخطة العربية،التي تتضمن حلولًا تستمر لخمس سنوات،وبعنوانين وهما الأول: إجرائي يركز على إعادة الإعمار دون التهجير عبر شركات مصرية ودولية، وترتيبات أمنية ، بالإضافة إلى الإصلاحات والمصالحات الوطنية الفلسطينية وإعادة تأهيل السلطة الفلسطينية ، والثاني: سياسي مستقبلي يتضمن إيجاد أفق سياسي في إطار حل دولتين، وفي العنوانين تفاصيل، ما زالت موضع نقاشات،عربيًا وفلسطينيًا ودوليًا، غير أن قاسمها المشترك هو إنقاذ سكان عزة أولًا، وإدارة القطاع بدون حركة حماس.
إذن طرفي المعضلة رميا بأوراقهما, في حضن القمة العربية, حماس بمشروع أبو مرزوق, ونتنياهو بقطع الطرق والمساعدات, كما يقول مسؤول فلسطيني من تيار فتح الديمقراطي, القمة لا تملك أدوات تنفيذ, واشترت القاهرة أسبوعًا من الزمن, كي تحاول إزالة احتقانات عربية – عربية, حيال الموقف من حماس, التي طالبت عاصمة عربية بخروجها من الحياة السياسية والفلسطينية, وكادت أن تطالب بالقضاء عليها, على عكس نتنياهو الذي يطالب برحيلها عن الأرض الغزية فقط, كذلك سعت للضغط على عاصمة خليجية بتهدئة خطواتها المتسارعة نحو تل أبيب, ومحاولة الضغط على السلطة الفلسطينية لقبول الجلوس مع حماس.
وبالعودة إلى الرداد فإنه يرى, أن عقدة المنشار في الخطة العربية ستبقى رهنًا بقبول حركة حماس لها، التي تبدي مواقف متناقضة تجاه استمرارها بحكم غزة، ولا تشير إلى قبولها بما هو مطروح ، ناهيك عن الموقفين الأمريكي والإسرائيلي، والمؤكد أنهما لن يقبلا بخطة لخمس سنوات، لا تنهي السيطرة العسكرية والسياسية لحماس على قطاع غزة بصورة مباشرة ، ويبدو أن خطة ويتكوف الجديدة التي ستنهي العمل بهدنة المراحل الثلاث ستكون عقبة جديدة أمام الخطة العربية، رغم أنها تأتي في سياق الضغط على حركة حماس، وإغلاق ملف تبادل الأسرى خلال خمسين يومًا.