رحلة بصرية في إرث سكان نيوزيلندا الأصليين
استعرض المصور النيوزيلندي مايكل برادلي، خلال جلسة حوارية ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025"، تجربته في توثيق ثقافة السكان الأصليين في نيوزيلندا من خلال معرضه "بواكي"، الذي استغرق إعداده ثلاث سنوات.
وأوضح برادلي أن المعرض يسلط الضوء على العادات والتقاليد التي يتمسك بها شعب "البواكي" المعروفين باسم "الماوري"، وذلك عبر مجموعة من الصور التي التقطها لأفراد منهم، إلى جانب لقاءات أجراها معهم وصور تاريخية حصل عليها وأعاد ترميمها باستخدام تقنيات حديثة.
وأشار إلى أن التحدي الأبرز في تنفيذ المشروع كان كسب ثقة المجتمع المحلي، لافتاً إلى أن الماوريين يتمتعون باعتزاز كبير بهويتهم، ما استلزم جهداً خاصاً لضمان تعاونهم وتوثيق حياتهم عن قرب. وأضاف: "لم يكن هدفي تجارياً، بل سعيت إلى تقديم منصة تتيح للسكان الأصليين التعبير عن أنفسهم والتعريف بإرثهم الحضاري".
وشمل المعرض صوراً لأشخاص ولدوا في خمسينيات القرن الماضي تحدثوا عن طبيعة الحياة في ذلك الوقت، مما أسهم في توثيق جانب من تاريخ الماوريين، إلى جانب صور قديمة تم ترميمها لتبدو أكثر وضوحاً ودقة دون المساس بواقعيتها.
وأكد برادلي أنه تجنب اللجوء إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي في معالجة الصور، مفضلاً إبقاءها أقرب إلى الواقع، مشدداً على أن المعرض لم يكن مجرد توثيق بصري، بل محاولة لإبراز الهوية الثقافية للسكان الأصليين، وتعزيز حضورهم في المشهد المعاصر.
وفي ختام حديثه، أشاد برادلي بالمهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر"، واصفاً إياه بأحد أهم المنصات الثقافية العالمية التي توفر فضاءً للحوار والتبادل المعرفي بين المصورين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم.