نبض البلد - أكد معالي الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن راشد آل خليفة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بمملكة البحرين، أهمية التركيز على المشتركات الكثيرة بين المذاهب الإسلامية، والعمل بكل قوة لترسيخ القيم في الفكر والسلوك، بما يجعل التعايش والتفاهم، والتوافق، والاحترام المتبادل، خياراتٍ ثابتةً لا حياد عنها.
جاء ذلك خلال كلمة معاليه في حفل افتتاح مؤتمر الحوار الإسلامي- الإسلامي، الذي تحتضنه مملكة البحرين تحت شعار "أمة واحدة ومصير مشترك"، برعاية كريمة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، وبحضور فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، ومشاركة أكثر من 400 شخصية من كبار العلماء والقيادات والمرجعيات الإسلامية والمفكرين والمثقفين والمهتمين من مختلف المؤسسات الإسلامية حول العالم.
وشهد حفل افتتاح المؤتمر، صباح اليوم الأربعاء، والذي ينعقد بتنظيم من الأزهر الشريف والمجلس الأعلى للشئون الإسلامية بمملكة البحرين ومجلس حكماء المسلمين، حضور عدد كبير من أصحاب المعالي والسعادة والفضيلة كبار المسؤولين والقضاة علماء الدين والسفراء.
ورحب معالي رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالضيوف المشاركين في هذا المؤتمر، ناقلاً للجميع تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله، وحرص جلالته الشخصي على موضوع هذا المؤتمر المبارك، ورسالته النبيلة، وتمنياته له بالتوفيق والنجاح لخدمة الأمة والإنسانية، كما نقل معاليه تحيات صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله.
وقال معاليه إنه في ظل التحديات التي تعيشها الأمة الإسلامية اليوم، ينبغي على الحريصين والمخلصين من قادة الأمة وعلمائها ونخبها، أن يوحدوا كلمتهم وصفوفهم، ويُعلوا فيهم مصلحة الجماعة المسلمة بكامل نسيجها الثري، ويعملوا على بناء مستقبلٍ مشرقٍ لأمتهم بروحٍ واحدة، من خلال التفاهم البنَّاء، والتكامل المنشود.
ونوه معاليه بالنداء التاريخي لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف، من على هذه الأرض الطيبة، في ملتقى البحرين للحوار، لعقد مثل هذا الحوار الإسلامي، الذي يلتئم فيه شمل الأسرة الإسلامية المباركة على الخير والمعروف.
وأكد معاليه على نموذج مملكة البحرين التي حظيت بجغرافيا مميزة، وموقعٍ استراتيجيٍّ مهم، قد رسّخا قيمة التعايش في جذور هويتها؛ إذ كانت عبر العصور ملتقى حضاريًّا لمختلف الحضارات القديمة، ومركزًا حيويًّا لخطوط التجارة والملاحة، مما جعل أهلها منفتحين على التعاطي البنَّاء مع مختلف الأديان والمذاهب والمعتقدات، والأفكار والثقافات والحضارات.
وأشار إلى ما تتمتَّع به البحرين بتنوعٍ فريدٍ يعد من أهم روافد التنمية والبناء الحضاري فيها؛ إذ عاشت بسلامٍ على ترابها مجموعة خلَّاقة من الأديان والمذاهب والأعراق المتعددة، التي وجدت في هذه الأرض الرحبة روحًا نابضةً بالحياة والمحبة والوئام، ونسجت فيما بين مكوناتها صورًا رائعةً من التعايش البنَّاء.