نبض البلد - خلدون خالد الشقران
لعلنا نمرُّ بأوقات عصيبة تستدعي منا جميعًا الوقوف بمسؤولية وإيمان مطلق بالوطن، حفاظًا عليه ومواجهةً للمؤامرات الظاهرة والباطنة. ففي ظل الظروف الراهنة، ستُثار الإشاعات والأقاويل والأكاذيب بهدف تشويه مواقفنا وتقويض وحدتنا، ويصبح لزامًا علينا أن نكون على أهبة الاستعداد لمواجهة كل من يحاول زعزعة استقرارنا.
إننا اليوم أمام موجة متصاعدة من الحملات الإعلامية التي تسعى لترويج فكرة التهجير سواء على حسابنا أو على حساب القضية الفلسطينية العادلة. ولا يخفى على أحد أن هذه المحاولات لن تقتصر على مجرد الكلام، بل ستتحول إلى حملات ممنهجة من التضليل والتزييف، تهدف إلى إضعاف الثقة في مؤسساتنا الوطنية واستهداف رموزنا التي تجسد كياننا وتاريخنا العريق.
تُعدّ وسائل الإعلام الموجهة، خاصة تلك التي تنحاز للأجندات الصهيونية، من أبرز الأدوات التي يُستخدم فيها الإبهام والادعاءات الزائفة لإثارة الفتن. لقد شهدنا جميعًا على تزييف الحقائق وإعادة صياغة الأحداث لخدمة مصالح ضيقة على حساب وحدة الشعوب واستقرار المنطقة. وفي هذا السياق، فإننا مدعوون إلى اتخاذ موقف واضح يتمثل في الوعي والتحصين الفكري، فالمعرفة الدقيقة والحذر من الأخبار المضللة هما الدرع الذي يحمي كياننا.
إن الدفاع عن الوطن في هذه المرحلة لا يقتصر على المقاومة السياسية أو الدبلوماسية فحسب، بل يتجاوز ذلك إلى مقاومة الحروب النفسية والإعلامية التي تستهدف تشويه صورتنا على المسرح الدولي. فكما أكد عدد من الباحثين في مجال الإعلام والدعاية، فإن القوة الحقيقية تكمن في تعزيز الوعي الجماعي والتمسك بالمبادئ الوطنية الراسخة.
ومن هنا، فإن مسؤوليتنا جميعًا أن نتصدى لهذه الإشاعات من خلال تعزيز الحوار الوطني الصادق والمستند إلى الحقائق، وتأكيد أن ما يُقال خلف الكواليس هو ما سيُعلن أمام العالم بوضوح من قبل قيادتنا الحكيمة. في هذا السياق، فإن تصريحات القادة في المحافل الدولية لن تكون مجرد أقوال، بل مرآة للسياسات التي نحملها بجدارة وإصرار.
ولا بدّ أن نتذكر أن التهديدات اليوم ليست من نوع الحروب التقليدية التي تتضح معالمها على ساحة القتال، بل هي حرب خفية تُدار عبر الكلمات والإعلام. لذلك، فإن صون وحدتنا الوطنية يتطلب منا جميعًا – أردنيين وعربًا ومسلمين ومسيحيين – أن نكون على قدر المسؤولية، وأن ندرك أن كل إشاعة وكل كذبة تُعد محاولة لتفكيك النسيج الاجتماعي الذي يجمعنا.
كما أن علينا أن نعي أن القيادة الهاشمية هي صمام الأمان لوحدتنا الوطنية واستقرارنا، لذا فإن الوقوف خلف قيادتنا ودعم قراراتها الحكيمة هو واجب وطني وأخلاقي. فالقيادة الهاشمية على مدار التاريخ كانت الدرع الحامي لقضايانا المصيرية، وحملت على عاتقها مسؤولية الدفاع عن ثوابتنا، من قضية فلسطين إلى الحفاظ على النسيج الوطني الذي يجمعنا بكل أطيافنا.
إن المقاومة الحقيقية تعتمد على "الوعي والإدراك والمسؤولية والإيمان بالوطن”، وهي أكثر فاعلية من أي مقاومة سياسية أو قتالية قد تبرز في زمن تتلاعب فيه وسائل الإعلام بالمشاعر والأفكار. فلنكن جميعًا على قدر التحدي، ولنساهم في رفض كل محاولات التهجير والتفرقة من خلال تعزيز قيم الوحدة والصدق بيننا، والالتفاف حول قيادتنا الهاشمية الحكيمة لدعم مسيرتها وجهودها الرامية للحفاظ على كرامتنا واستقلالنا ووحدتنا الوطنية.