نبض البلد - *إعداد: يلينا نيدوغينا.
1.المُقدِمَة: الأمن السيِبراني هو الإجراءَات المُتَّخَذَة لحِمَايَة الأَنْظِمَة والشَبَكَات المَعْلَوُمَاتِيَّة والبُنَىَ التَحْتِيَّة الحَرجَة من الهَجَمَات السيِبرانية التي تهدف عادةً إلى الوصول إلى المعلومات الحَسَاسَة لإمتلاَكِها أو لتغييرها، أو لإتلافها.
2.ينتَهِج الأمن السيبراني الناجح نهجَاً مُعيَّنَا،ًوهو عَادَة يتكوَّن من طَبَقَاتٍ مُتَعَدِدَة للحِمَايَة، تَنتَشر في أجهزة الكومبيوتر أو الشبكات أو البرامج، أو البيانات التي يَنوي المَرء الحِفاظ على سلامَتِها، وفي أي منظمة يجب على المستخدمين والعمليات والتكنولوجيا أن يكمِّلوا بعضهم بعضاً، وأَن يتكافئوا لإنشاء دِفَاع فعَّال مِن الهَجمات السِيبرانية.
3.نظراً للانتشار السريع للتكنولوجيا ودخولها في مختلف مناحي الحياة اليومية، ظَهَرت الحاجة لحماية المَعلوُمات والفضاء السيبراني من مختلف أنواع الهجمات، ولزوم حماية الخصوصية والسرية للأنظمة والبيانات، وذلك من خلال تطوير علوم وتقنيات الأمن السبيراني، والتي تُسَاعِد على التقليل من آثار هذه الهجمات وتقليلها قَدر الإمكان، حيث أنه مِن المُمكِن لهذه الهجمات السيبرانية أن تتسبب بالكثير من الخسائر البشرية والمادية، وأن تضر بسمعة الجهة المُستَهَدَفة، كما ومِن المُمكن لهذه الهجمات أن تَشلُ البُنى التحتية للدولة المُستهدَفَة، مثل شبكات الكهرباء، والماء، والصَرف الصِحي، وأنابيب الغاز، والمُفَاعِلات النوَوية، وغير ذلك الكثير مِمَا يُبرِز الأهمية الكبرى للأَمن السيِبراني في حماية الدول والمؤسسات.
4.تَعتَمد الكثير من الدول على الجهات العَسكَريَّة لتوفير الحمَاية من الهجمات السيبرانية، وتقوم هذه الدول كذلك بتطوير وحدات عسكرية وجيوش سيبرانية لحماية أمنها الوطني، وللمُحَافَظة على سرية معلوماتها، ولشن الهجمات على الجهات المُعَادِية، حيث تَشْرَعُ هذه الجهات على استقطاب الجهات الوطنية، وتسخير القدرات الموجودة لزيادة قوتها في عمليات التصدي للهجمات السيبرانية.
5. بناءً على ما سبق ذِكره أعلاه، لوحظ أن حاجة مُلِحَّة ظهرت في القوات المسلحة الأُردنية – الجيش العربي، لإستحداث مديرية تكون مسؤولة عن حماية المعلومات والأنظمة العسكرية، فتم في عام 2014م تأسيس مديرية أمن وحماية المعلومات، التي تم دمجها فيما بعد مع مديرية تكنولوجيا المعلومات، لتتشكَّل بالتالي (مديرية الأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات)، لتكون النواةُ الأولى التي تولَت وإضطلعت بدورِ حماية الفضاء السيبراني في المَملَكَة الأُردُنيَّة الهَاشِمِية.
6.أَمَّا في العام 2015م، فقد تم التكليف من قِبل رئاسة الوزراء، للبدء بتطوير وتحديث الإمكانيات السيبرانية في المَملكَة الأردنية الهَاشمِيَّة، وذلك تحت مظلة القوات المُسلَّحَة الأُردُنِيَّة – الجيش العربي، متمثلةً بمديريةِ الأمنِ السيبرانيِ، وتكنولوجيا المَعلومات، والتي بدأت بالمرحلة الأولى للمشروع الوطني للأَمن السيبراني، والذي تم العمل به بين عامي (2017- 2018)، وفي العام 2019 صَدَرَ قانون الأمن السِيبرَاني، والذي بموجبه تشكَّل في شهر تشرين الثاني 2020، "المجلس الوطني للأمن السيبراني"، والذي يتألف من رئيس، وعددٍ ِمن الأعضاء، في:-
7.أ. القُوات المُسلحة الأُردنية - الجَيش العَربي.
8.ب. دَائرة المخابرات العامة.
ج. مُديرية الأَمن العام.
د. َوزارة الإقتصاد الرَقمي والريَادة.
ه. المَركز الوطني للأَمن وإدارَة الأزمَات.
و. البَنك المَركَزي الأُردُني.
ز. ثَلاثَة أَعْضَاء يُسمِيَهم مَجْلِس الوُزَرَاء، وَذَلِك بِنَاءً عَلى تَنسِيِب رَئِيس المَجلِس لمُدة سنَتَيِن قابِلَة للتجدِيدِ لمَرَة وَاحِدة، على أن يَكون إثنان مِنهُمُ مِن ذَوِي الخِبرَة مِن القِطَاع الخَاصْ.
*يتبع (الجزء - 18)