ريادة الأعمال والتكنولوجيا في الأردن: الحاجة إلى تكامل ورؤية موحدة

نبض البلد -
خلدون خالد الشقران


في وقت تشهد فيه التكنولوجيا تطورًا مذهلاً، أصبح الابتكار وريادة الأعمال القوة المحركة للمستقبل الاقتصادي في العديد من الدول. وفي الأردن، حيث تتزايد التحديات الاقتصادية، تكمن الفرصة الحقيقية في تحويل قطاع ريادة الأعمال والتكنولوجيا إلى قوة اقتصادية إقليمية. ومع تزايد الشركات الناشئة التي تقدم حلولًا تكنولوجية مبتكرة، يبقى التساؤل الأهم: هل نحن بحاجة إلى رؤية موحدة تجمع هذه الجهود وتوجهها نحو تطوير مستدام؟

على مدى السنوات الأخيرة، أظهرت الشركات الأردنية الناشئة قدرة استثنائية على تحقيق النجاح في مجالات مثل التكنولوجيا المالية، التجارة الإلكترونية، والحلول البرمجية. ومع ذلك، تبرز الحاجة الملحة لتوجيه هذه الجهود بشكل موحد وفعّال نحو تنويع القطاعات الريادية لتوسيع الأفق وتحقيق المزيد من الابتكار. في هذا الصدد، يمكن أن يلعب المجلس الوطني للتكنولوجيا دورًا محوريًا في توجيه هذه الشركات نحو قطاعات جديدة، مثل التكنولوجيا الزراعية، الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي في التعليم والصحة، التي تمتلك إمكانيات كبيرة للنمو.

إذا كانت الشركات الأردنية تُركز بشكل كبير على مجالات مشابهة، فإن هذا يقلل من فرص التوسع والابتكار. ولكن، بتوجيه الشركات نحو تنوع القطاعات، يمكن خلق بيئة ريادية تفتح آفاقًا جديدة من النمو وتساهم في تعزيز مكانة الأردن كمركز ريادي في المنطقة. يمكن للمجلس الوطني للتكنولوجيا أن يساعد في توفير منصة موحدة تجمع هذه الشركات تحت سقف واحد، مما يعزز التنسيق والتعاون بين مختلف الأطراف المعنية.

إضافة إلى ذلك، يمكن لهذه المظلة الموحدة أن تسهم في تبادل الخبرات والمعرفة بين الشركات، وتوفير فرص التمويل المشترك من خلال منصات استثمارية واحدة. هذا التعاون سيسهم في خلق مشاريع أكثر استدامة، ويزيد من القدرة التنافسية للشركات الأردنية على المستوى المحلي والعالمي.

لقد قامت الحكومة الأردنية بالفعل بتقديم دعم كبير لهذا القطاع من خلال صندوق الريادة الأردني وحاضنات الأعمال مثل أويسس 500، لكن لا يزال هناك العديد من التحديات التي تتطلب معالجة. مثل تبسيط الإجراءات القانونية، وتوفير التمويل الكافي للشركات الناشئة، وتقديم التدريب المتخصص في القطاعات التقنية المتطورة.

إذا تم التنسيق بين الشركات الناشئة، الحكومة، والمستثمرين، فإن الأردن سيصبح مركزًا رياديًا حقيقيًا في مجال الابتكار والتكنولوجيا. ومع تبني رؤية موحدة، يمكن للأردن أن يفتح أبوابًا جديدة لفرص العمل، ويساهم في النمو الاقتصادي المستدام.

هل سيكون الجيل القادم من رواد الأعمال في الأردن هو المحرك الذي يدفع الاقتصاد المحلي إلى آفاق جديدة؟ الإجابة تكمن في قدرتنا على توحيد الجهود وتنويع القطاعات، مما يضمن بيئة مبتكرة ومستدامة.