تدريب المعلمين.. خطوة في الاتجاه الصحيح لتحسين جودة التعليم

نبض البلد -
شذى حتاملة
التعليم ركيزة أساسية في تقدم المجتمعات وتطورها بحيث لا يمكن تحقيق هذا التقدم الفعال بدون وجود نظام تعليمي قوي وفعال، ومن هذا المنطلق تظهر الحاجة لضرورة التركيز على تأهيل وتدريب المعلمين كخطوة أساسية نحو تحسين جودة التعليم ومواكبة التطورات السريعة والمستمرة في المناهج الدراسية لذا تبرز ضرورة قيام وزارة التربية والتعليم بإجراء تغييرات محورية في المناهج التعليمية وإخضاع معلميها لتدريب مكثف.
المعلم هو أساس المنظومة التعليمية، فهو المرشد والقائد الذي يوجه الطلبة نحو التفكير الإبداعي خارج الصندوق والمسؤول عن اكتشاف المواهب والإبداعات المدفونة لدى الطلبة ومساعدتهم على إكساب المهارات الحياتية، ومع التغيرات التي يشهدها العالم في الوقت الحالي والتطورات التكنولوجية، التي تحمل المعلم مسؤولية أكبر من مجرد نقل للفكرة والمعلومة لذا بات عليه أن يلعب دور المحفز للابتكار والإبداع وتكوين شخصية الطالب.
الكثير من الأنظمة التعليمية اليوم ما زالت تركز على أساليب التعليم التقيليدية كالتلقين والحفظ وهذا بدوره يضعف قدرة الطلاب على التفكير النقدي والإبداعي لذا تظهر الحاجة لإعادة النظر في المناهج الدراسية بشكل يتناسب مع التطورات السريعة والتغيرات الحاصلة في سوق العمل الأردني والتحول الرقمي إلا أن تطوير المناهج وحده لا يكفي فالمعلم اليوم هو الجسر الذي يصل هذه المناهج الحديثة بالطلاب، لكن أبعاد المعلمين عن التدريب والتأهيل الكافي ستظل هذه المناهج قاصرة ومحدودة في تحقيق الأهداف المرجوة.
ومع التطور التكنولوجي وظهور الذكاء الاصطناعي كان لابد من أن يكون المعلم على دراية واطلاع باستخدام الأدوات الرقمية والمنصات التعليمية المتطورة وإخضاعهم لتدريب مستمر بشكل يتواكب مع التطورات المستمرة وإمكانية دمج أدوات الذكاء الاصطناعي مع العملية التعليمية وبشكل يعزز استعياب الطلاب لها.
واليوم داخل القاعات الصفية يوجد طلاب من خلفيات مختلفة مما يتطلب اكتساب المعلمين مهارات لمساعدتهم على فهم متطلبات واحتياجات كل طالب لمساعدتهم على تقديم الدعم اللازم لهم، لذا لابد من تكاتف الجهود لإخضاع المعلمين لتدريب مكثف بشكل دوري ومنتظم يتماشى مع التطور التكنولوجي كورش عمل ودورات تدريبية وتطبيق ما يتعلموه داخل القاعة الصفية، إضافة إلى استثمار التكنولوجيا الحديثة في تدريب المعلمين عن طريق إخضاعهم لتدريب مكثف لكيفية استخدام المنصات الرقمية.
وفي الختام فإن الاستثمار في تدريب وتطوير مهارات المعلمين ليس خيارًا فقط بل ضرورة لإجراء تغيير شامل في العملية التعليمية وهذا التغير لا يحصل إلا بوجود معلمين يمتلكون المهارات المتطورة واللازمة لذا لابد من أن تضع وزارة التربية والتعيلم تأهيل وتدريب المعلمين على رأس أولوياتهم لضمان مستقبل الأجيال القادمة.