نبض البلد - صار عيد الربيع التقليدي الصيني يجذب المزيد من المسافرين الأجانب بعد إدراجه على قائمة التراث الثقافي لليونسكو، حيث باتت تجربة عشاء عشية رأس السنة الصينية الجديدة والتمتع بالمناظر الساحرة ومشاهدة عروض فنية حيوية محط اهتمام المزيد من غير الصينيين.
وبفضل أحدث سياسات التأشيرة التي ساهمت في تمديد فترة الإقامة للمسافرين الأجانب المؤهلين إلى 240 ساعة وتوسيع نطاق الدول المتمتعة بسياسة الإعفاء من التأشيرة، شهدت الصين نموا متسارعا في الرحلات الوافدة، حيث أظهرت بيانات واردة من منصات سياحة ذات صلة أن عدد طلبات الرحلات الوافدة ازداد بنسبة 203 في المائة لفترة عيد الربيع لعام الأفعى (حسب تقويم الأبراج الصينية) القادم.
وفي مقاطعة جيانغسو شرقي الصين، بدأت المناطق السياحية تقوم بفعاليات متميزة للاحتفال بالسنة الجديدة. في بلدة أوبرا هواي في مدينة يانتشنغ، تحلق آلاف من الطائرات دون طيار فوق البلدة لرسم أشكال حروف صينية احتفالية، بينما تباع مختلف الأعمال الفنية المتميزة على جانبي الشارع الرئيسي للبلدة، ويتجول السياح براحة للاستمتاع بالعطلة.
وقالت آنا، وهي فتاة من جورجيا، إنها كانت زارت عائلات زملائها لقضاء عيد الربيع، غير أن هذه هي المرة الأولى التي تجرب فيها العيد في منطقة سياحية، لافتة إلى أن الفوانيس الملونة والأغذية اللذيذة وحتى الأوبرا المحلية التقليدية قد أعجبتها كثيرا، ما جعلها تلمس سحر هذا العيد باعتباره أحد أهم الأعياد في الصين.
ورغم أن الصين تشتهر بمناظرها الطبيعية بين الزوار الأجانب، إلا أن المزيد من الزوار يتطلعون الآن إلى التجارب الثقافية والمعيشية، إذ أظهر مسح خاص أجرته الأكاديمية الصينية للدراسات السياحية أن ما يزيد عن 60 في المائة من إجمالي المستطلعة آراؤهم يأخذون تجربة الثقافة كهدف رئيسي لهم عند زيارة الصين.
وفي منصات التواصل الاجتماعي، نشر عدد من السياح الأجانب صورا ملتقطة أثناء زيارتهم إلى مناطق سياحية مختلفة في الصين وهم يرتدون أزياء هانفو (أزياء تقليدية صينية)، كتجربة فريدة أثناء زياراتهم.
أصبحت زيارة الصين محل نقاش ساخن بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وخاصة بين شباب الدول الآسيوية المجاورة. وجدير بالذكر أن كوريا الجنوبية باتت مصدرا كبيرا للزوار الأجانب إلى مدن مقاطعة جيانغسو، وفي مقدمتها مدينة ووشي. وأظهرت أرقام نشرتها منصة سيتريب السياحية أن عدد الرحلات الوافدة إلى مدينة ووشي ازداد بنسبة 38 في المائة في فترة عيد الربيع، بينما جاء 24 في المائة من هؤلاء الزوار من كوريا الجنوبية.
وعلى ضوء تدفق السياح الأجانب إلى الصين، عملت البلاد على توفير خدمات أفضل لأجل ضمان رحلات ميسرة خلال فترة عيد الربيع. فمثلا قدمت بلدية شانغهاي أنماط دفع مرنة للسياح الأجانب، بينما واصلت محطات الفحص الحدودية في مقاطعة جيانغسو تسهيل إجراءات التخليص الجمركي بما في ذلك استخدام آلات لملء بطاقات الدخول وتوفير موظفين يتحدثون اللغات الانجليزية والكورية واليابانية لتقديم خدمات للسياح الأجانب ورفع كفاءة التخليص الجمركي.
وكالة شينخوا