يارا بادوسي تكتب : إشراك شباب الخارج في مجلس تكنولوجيا المستقبل

نبض البلد -
يارا بادوسي
تشكيلُ المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل خطوة فارقة في مسيرة الأردن نحو التحديث التقني والتحول الرقمي ويعتبر تمثيلاً لأهم استراتيجيات رؤية التحديث الاقتصادي، خاصة أن أعمال المجلس تحظى برعاية ملكية سامية ومتابعة من سمو ولي العهد.
وتتمثل أهمية المجلس باعتباره منصة استراتيجية تسعى إلى تبني التكنولوجيا الحديثة في مختلفِ القطاعات، واستشراف المستقبل وتعزيز دور الأردن الريادي في المنطقة.
اعتدنا أن يكونَ الأردن من الدول السباقة في مواكبة التطور ودمجه في كافة القطاعات، وتشكيل المجلس الوطني لبناء المستقبل يثبت أن الأردن من أوائل الدول التي تعطي اهتمامًا كبيرًا بالثورة الرقمية ويلبي الاستجابة السريعة لمتطلبات العصر الحديث.
وعلى الرغم من الإنجازات التي يتطلع المجلس لتحقيقها، إلا أن طموحاته تتطلب شراكات أوسع مع مؤسسات رئيسية، مثل البنك المركزي الأردني ووزارة الصناعة والتجارة، فهذه الشراكات يمكن أن تعززَ تكامل الجهود، حيث يعتبر البنك المركزي محركًا أساسيًا للابتكار المالي الرقمي، بينما تمثل وزارة الصناعة والتجارة ركيزة أساسية في دعم التكنولوجيا في القطاع الصناعي والتجاري، وإشراك هذه الجهات سيعزز قدرة المجلس على تحقيق أهدافه وتوسيع نطاق تأثيره.
في أولى اجتماعات المجلس، أكد سمو ولي العهد على ضرورة إشراك الشباب الأردني المقيم بالخارج، حيث يتمتعون بخبرات وتجارب قيمة يمكن أن تضيف بعدًا جديدًا لرؤية المجلس، وهنا لا بد أن يتم تشكيل لجنة مصغرة مخصصة لهذه الفئة، تعمل كهمزةِ وصل بين الخبرات الخارجية والاحتياجات المحلية، لجنة كهذه يمكن أن تثري قرارات المجلس بمقترحات عملية مبنية على تجارب عالمية، ما يُسهم في تحقيق قيمة مضافة للمجتمع الأردني.
ومع وجود قيادة حكيمة وداعمة، مثل جلالة الملك وسمو ولي العهد، يمتلكُ الأردن فرصة ذهبية لتعزيز موقعه كمنارة للإبداعِ التقني في المنطقة، لكن هذا الأمر يتحقق بتعزيز الشراكات وإشراك الشباب في الداخل والخارج، لتحقيق قفزات نوعية تجعل من الأردن نموذجًا يحتذى به في التحول الرقمي.
ختامًا، يبقى الأمل معقودًا على توسيعِ آفاق المجلس وتطويره ليشمل كل الأطراف الفاعلة، وصولاً إلى منظومة رقمية متكاملة تدعم مسيرة التنمية، وتحقق الطموحات الوطنية.