حاتم النعيمات
ترامب يتحدث عن أمريكا ويُعرف عنه أن جميع أفعاله مبنية على مصلحة بلاده الوطنية، وهذا الأمر معروف عنه وعن تياره، لكن الجديد اليوم هو تماسك الإدارة الأمريكية بدعم من الكونغرس وشركات التكنولوجيا
الانعطافات الحادة التي يقوم بها ترامب تعطي انطباعًا سيئًا للعالم وتنذر بانعكاسات على السياسة والاقتصاد قد تكون قاسية على بعض الدول، ويبقى السؤال: كيف ستواجه الدول هذه الحدة في اتخاذ القرارات
الرئيس الأمريكي يتحدث دائمًا عن الدولة الوطنية الأمريكية ويهاجم التكتلات مثل الناتو والاتفاقيات الدولية ويسعى ببساطة إلى تجيير كل شيء للمصلحة الوطنية الأمريكية دون مجاملة
دول المنطقة، وخاصة الأردن، يجب أن تتحول بالكامل إلى نموذج الدولة الوطنية، وأعني بذلك أن تمارس الدول علاقاتها مع العالم ولكن دون الاعتماد الكامل على هذه العلاقات وتحويلها إلى استراتيجية. الفكر الجماعي للدول لن يكون استراتيجيًا في المستقبل لسبب بسيط، وهو أن المزاج الأمريكي المتقلب بهذا الشكل الحاد قلّل من قدرة الدول على استنباط استراتيجياتها اعتمادًا حصريًا على العلاقات الدولية.
المشروع الوطني الأردني يجب أن يكون ذا واجهة اقتصادية وطنية ومشروع سياسي قادر على خلق ساحة سياسية لقوى محلية أردنية، وأساس كل هذا يجب أن يكون له عنوانان
العنوان الأول اقتصادي يقوم جوهره على بناء وتعريف علاقة الأردني بالعلم الذي أصبح طاقة كامنة قادرة على إحداث نقلات كبيرة في الاقتصاد. البحث العلمي الذي يمكن تحويله إلى خطوط إنتاج وتكنولوجيا قابلة للبيع هو ما ساعد العديد من الدول، مثل ألمانيا واليابان، في تجاوز أزمات طاحنة بعد الحرب العالمية الثانية. العلم بات اقتصادًا قائمًا بذاته، خاصة إذا أصبح جزءًا من عمليات الدولة والمجتمع.
العنوان الثاني اجتماعي سياسي يركز على تعزيز الهوية الوطنية الأردنية بحيث يتم توثيق علاقة الناس بالوطن وإعلاء المروية الوطنية الأردنية دون مجاملات للوصول إلى اتفاق جماعي على أن هذا البلد موجود لمصالحه الوطنية فقط.
من المرجح أن فقه الدولة الوطنية سيكون السائد في المستقبل وسيضعف البعد السياسي المعتمد على التشبيكات والتكتلات. بالطبع، لا أدعو إلى عدم التعاون مطلقًا، بل أقصد أن تتحول السياسات العامة إلى فكرة الدولة الوطنية الفردانية كمنطلق وليس كخيار.