دحام مثقال الفواز
صعب أن نحصر معنى الوطن فقط بالأرض، ولكن يستطيع أن ينحصر هذا الارتباط بالمنزل ...
فكيف للإنسان ألّا يتعلق ببيته الذي بناه من عرقه وتعبه وكده؟ كيف له ألّا يُحافظ عليه وهو باعتبار قطعة منه كابن وكأخ وكوالدين؟ العلاقة بين الأرض والإنسان، يعطينا فنعطيه، يحيا بنا ونحيا به.
لسنا صغارًا حتى ننسى كيف كنا نتغنى بالوطن قديمًا ونرى كيف يتغنى به الدول الأخرى بأوطانهم، الوطن كالابن الذي تربيه وتسهر عليه ليل نهار حتى يبلغ أشده وتحلم بأن تراه وتُفاخر به بين الأقارب والجيران والأهل، كيف عندما ترى وطنك الذي تعبت من أجله وعملت على دفاعك عنه أصبح يتغنى به الغريب والبعيد ويُهنئك به؟ فهذا هو مفهوم الوطن الحقيقي .
الوطن الذي كنا نتغنى به وبفعل أيدي خفية ومن داخله أصبح ضيق على ساكنيه، أصبح يحمل أوزارًا صعبة الأحمال على مواطنيه، ضرائب عالية أسعار نارية ثبات بالرواتب.
حال الوطن اختلف ويختلف يوميًا.. أصبحت دموع الرجال تنهمر ظلمًا لحالهم… المبدع يظلم.. والناجح يُحارب .. وأصبح الشاب الصغير بالعمر يخاف من المستقبل.. كيف سـ يكد بعمله ويُجد بدراسته ويعرف وقتها أن لا حمدًا ولا شكورًا بمستقبله ويذهب إنجازه لمن لا يستحق...
أصبح الحال شيئًا من اللامعقول .. أصبحنا نرى من لا يستحقون المكان الذي لا يستحقونه و يتم تكريمهم و رفع شأنهم ومحاولة طي سمعة أصحاب الشأن والاحترام، الذين أصابهم الإحباط، وأصبحت الهجرة عن الوطن أمنية.
له يا بلد..
أهكذا يجازى المخلصون للبلد؟ البعض ممن تهمهم مصالحهم الشخصية خلقوا الفجوة بين الأردنيين و دولتهم
هذه هي المصيبة القادمة التي يجهلها البعض