المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل.. خطوة استراتيجية لتمكين الشباب وتعزيز التحول الرقمي

نبض البلد -
البياضين: إشراك الشباب في المجلس الوطني ركيزة أساسية لبناء اقتصاد رقمي مستدام

البطش: المجلس الوطني حاضنة للابتكار الرقمي وفرص جديدة للشباب الأردني

الأنباط - ميناس بني ياسين


في إطار الرؤية المملكية لتعزيز موقع الأردن الريادي في عالم التكنولوجيا والتحول الرقمي، جاء إنشاء "المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل" كـ خطوة محورية نحو بناء مستقبل مبتكر ومستدام.
المجلس، الذي أمر جلالة الملك عبدالله الثاني بتشكيله، يمثل منصة استراتيجية لربط الشباب الأردني بالتحولات التكنولوجية التي يشهدها العالم، ويمنحهم فرصة المشاركة الفاعلة في صياغة السياسات التقنية التي ستحدد ملامح المستقبل، فالشباب اليوم هم القوة المحركة للإبداع والتغيير، وهم القادرون على تطوير حلول تكنولوجية متجددة تسهم في بناء اقتصاد رقمي قوي.
وكان الأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، أمس الأحد، ضرورة تنفيذ مشاريع جديدة ونوعية تواكب المستقبل في قطاع التكنولوجيا، بما يخدم الاقتصاد الوطني.
وأوضح سمو ولي العهد، خلال ترؤسه الاجتماع الأول للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل في رئاسة الوزراء، أن الهدف الرئيس للمجلس تعزيز مكانة الأردن كدولة متقدمة تكنولوجيا. وشدد على أهمية أن تنعكس أعمال المجلس على مشاريع الحكومة القائمة، مثل التحول الرقمي وإدارة البيانات، وتنمية الموارد البشرية التقنية، والتوسع باستخدام الذكاء الاصطناعي.
في السياق، أكد خبير التكنولوجيا وائل البياضين أن أهمية إدماج الشباب في المجلس الوطني من منظور تقني أمرًا استراتيجيًا لتعزيز مكانة الأردن في المجال التقني، لاسيما وأن الشباب هم القوة الدافعة للابتكار والتجديد، حيث يمتلكون معرفة واسعة بالتكنولوجيا الحديثة والابتكارات الرقمية.
ويأتي ذلك من خلال إشراكهم في صنع القرار، ما يسهم في تطوير حلول تقنية مبتكرة تعزز من تنافسية الأردن على الساحة العالمية، إضافة إلى أن تعزيز المهارات الرقمية للشباب يساهم في بناء قوة عمل مؤهلة تقنيًا، مما يدعم الاقتصاد الوطني ويعزز من قدراتنا التكنولوجية، بحسب البياضين.
وتابع "يمتلك الشباب مهارات قوية في التواصل الرقمي، ما يمكنهم من نقل الرسائل والسياسات بفعالية أكبر إلى الجمهور، وإشراكهم في المجلس يعزز من التنوع والشمولية في الآراء والخبرات، ما يؤدي إلى اتخاذ قرارات أكثر توازنًا وشمولية والأهم من ذلك، أن إشراكهم يضمن أن السياسات المتبعة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الأجيال القادمة وتدعم التنمية المستدامة، مما يعزز من مكانة الأردن على المدى الطويل".

وأوضح أن استخدام التكنولوجيا لتعزيز دور الشباب في صنع القرار داخل المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل يعد خطوة حيوية نحو تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة الأردن في المجال التقني، خاصة وأن التكنولوجيا توفر للشباب الأدوات اللازمة للتواصل الفعال والمشاركة النشطة في عملية صنع القرار.
وأشار إلى أن منصات التواصل الاجتماعي والتطبيقات الرقمية، تمكن الشباب من التعبير عن آرائهم وأفكارهم بشكل مباشر وسريع، ما يساهم في تعزيز الشفافية والتفاعل بين المجلس والجمهور إضافة إلى استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات لفهم احتياجات الشباب وتوجهاتهم بشكل أفضل، ما يساعد في صياغة سياسات تتماشى مع تطلعاتهم، ما يعني أن إشراك الشباب في هذه العملية يضمن أن السياسات المتبعة تأخذ بعين الاعتبار احتياجات الأجيال القادمة وتدعم التنمية المستدامة، مما يعزز من مكانة الأردن على المدى الطويل.
وأكد أنه في ظل التطور التكنولوجي السريع والتحول الرقمي الذي يشهده العالم، هناك حاجة ملحة لتطوير منصات رقمية تتيح للشباب التواصل المباشر مع أعضاء المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل وتقديم مقترحاتهم، لا سيما وأن هذه المنصات ستسهم في تعزيز المشاركة الشبابية في تطوير السياسات التكنولوجية وتوفير قناة فعالة للتعبير عن آرائهم وأفكارهم.
وفيما يتعلق بالأدوات التكنولوجية التي يمكن أن تساعد في جعل الشباب أكثر تأثيرًا في العمل السياسي من خلال المجلس الوطني، قال البياضين إن هناك العديد من الأدوات التكنولوجية التي يمكن أن تساعد في جعل الشباب أكثر تأثيرًا في العمل السياسي من خلال المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل، موضحًا أن من بين هذه الأدوات؛ منصات التواصل الاجتماعي التي تتيح للشباب التعبير عن آرائهم ومشاركة مقترحاتهم بشكل واسع وسريع، مما يعزز من وصول صوتهم إلى صناع القرار.
كما يمكن تطوير تطبيقات تفاعلية تتيح للشباب تقديم مقترحاتهم وأفكارهم مباشرة إلى أعضاء المجلس، مع إمكانية متابعة حالة المقترحات والتفاعل معها بالإضافة إلى استخدام الاستطلاعات الرقمية لجمع آراء الشباب حول قضايا محددة، مما يوفر بيانات قيمة يمكن استخدامها في صنع القرار.
وأضاف: "إن تنظيم ندوات وورش عمل افتراضية تجمع بين الشباب وأعضاء المجلس لمناقشة القضايا المهمة وتبادل الأفكار يعد أيضًا وسيلة فعالة ويمكن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات والمقترحات المقدمة من الشباب، مما يساعد في تحديد الأولويات واتخاذ قرارات مستنيرة".
وشدد على فكرة تبني هذه الأدوات التكنولوجية لإسهامها في تعزيز مشاركة الشباب في العملية السياسية، وجعلهم أكثر تأثيرًا في صنع القرار داعيًا إلى الاستثمار في هذه الأدوات وتوفير الدعم اللازم لضمان نجاحها واستدامتها.
وبين أن المجلس الوطني سيلعب دورًا حيويًا في دعم الابتكار الرقمي من خلال إشراك الشباب في تطوير السياسات المتعلقة بالتكنولوجيا، خاصة إذا تم إشراك الشباب في هذه العملية؛ سيوفر رؤى جديدة وأفكار مبتكرة تعكس احتياجات وتطلعات الجيل الجديد، مضيفًا أن الشباب يمتلكون معرفة عميقة بالتكنولوجيا الحديثة ويمتلكون القدرة على تقديم حلول إبداعية للتحديات الراهنة من خلال توفير منصات تفاعلية وورش عمل تشاركية، يمكن للمجلس الوطني تعزيز الحوار بين الشباب وصناع القرار، مما يسهم في صياغة سياسات تكنولوجية فعالة ومستدامة.

وفيما يتعلق في توفير الفرص التقنية والمهنية للشباب في القطاع الرقمي من خلال المجلس، أكد البياضين أنه يمكن للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل أن يلعب دورًا محوريًا في توفير الفرص التقنية والمهنية للشباب في القطاع الرقمي، من خلال إطلاق مبادرات وبرامج تدريبية متخصصة، يمكن للمجلس تمكين الشباب من اكتساب المهارات اللازمة لمواكبة التطورات التكنولوجية.
كما يمكنه تنظيم ورش عمل وندوات تفاعلية تجمع بين الشباب والخبراء في المجال الرقمي، مما يتيح لهم فرصة التعلم المباشر والتواصل مع المتخصصين بالإضافة إلى توفير منصات رقمية تتيح للشباب عرض مشاريعهم وأفكارهم الابتكارية، مما يسهم في تعزيز روح الابتكار وريادة الأعمال، ولكن ماسبق يتطلب يتطلب تعاونًا وثيقًا بين القطاعين العام والخاص، ويرى البياضين أن المجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل يمكن أن يكون الجسر الذي يربط بين الشباب والفرص المتاحة في القطاع الرقمي، حسب قوله.
وبين أنه يمكن للمجلس الوطني لتكنولوجيا المستقبل تنفيذ استراتيجيات متعددة لتعزيز المهارات الرقمية لدى الشباب مثل إطلاق برامج تدريبية متخصصة تركز على تطوير المهارات التقنية المطلوبة في سوق العمل الرقمي، وتنظيم ورش عمل وندوات تفاعلية تجمع بين الشباب والخبراء في المجال الرقمي؛ مما يتيح لهم فرصة التعلم المباشر والتواصل مع المتخصصين، إضافة إلى توفير منصات تعليمية عبر الإنترنت تتيح للشباب الوصول إلى موارد تعليمية متنوعة ودورات تدريبية متقدمة
من جانبه، أكد خبير التكنولوجيا هاني البطش أن المجلس يأتي في مرحلة جيدة وخطوة مميزة للتعزيز من تنافسية الأردن في المجال التكنولوجي، كما تنادي الرؤية الملكية المستنيرة لتؤكد باستمرار على أهمية إشراك الشباب في مراكز صنع القرار لتطوير مستقبل مستدام وحديث للمملكة.
وبين أن تطوير منصات رقمية حديثة يُعتبر حاجة ملحة لتمكين الشباب من التواصل الفعال مع المجتمع ومشاركة أفكارهم بشكل مستمر، وهذه المنصات تُسهم في تعزيز الشفافية وتفتح المجال أمام الشباب ليكونوا جزءًا من عملية صنع القرار، لا سيما وأن التوجيهات الملكية تدعو دائمًا إلى تسخير التكنولوجيا لخلق قنوات تواصل بين القيادات والشباب، مما يُعزز من روح الثقة والشراكة الوطنية.
وأشار إلى أن المجلس الوطني أمامه فرصة كبيرة لأن يصبح حاضنة لـ الابتكار الرقمي من خلال توفير بيئة تشريعية داعمة للشباب المهتمين بالتكنولوجيا، وإشراكهم في صياغة السياسات المتعلقة بالتقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، ما يعكس التزامًا واضحًا بدعم رؤيتهم، خاصة وأن هذه الرؤية الملكية تعد القوة الدافعة وراء هذه المبادرات، حيث ترسخ الإيمان بأن تمكين الشباب في هذا المجال سيسهم في تحقيق قفزات نوعية في الاقتصاد الأردني.
وأضاف أنه يتوقع أن يلعب المجلس الوطني دورًا أساسيًا في توفير فرص عمل تقنية من خلال التعاون مع الشركات والمؤسسات التعليمية لإطلاق برامج تدريبية متخصصة، كما يمكنه إنشاء مراكز للابتكار تُعنى بتطوير المهارات الرقمية ودعم رواد الأعمال الشباب.
وتابع، "يأتي ذلك من خلال إطلاق برامج تعليمية متطورة تركز على التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والبرمجة يُعد جزءًا مهمًا من استراتيجية وطنية لتعزيز مهارات الشباب، إضافة إلى تنظيم مسابقات وطنية ومبادرات لتحفيز الابتكار الرقمي سيسهم في تحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع".
يُشار إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني، تلقى الخميس الماضي رسالة من رئيس الوزراء جعفر حسان، ردًا على التكليف الملكي بتشكيل ورئاسة مجلس وطني لتكنولوجيا المستقبل، وبمتابعة من سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد.
ووفقًا للرسالة ضم المجلس في عضويته وزير دولة للشؤون الاقتصادية، ووزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي والبحث العلمي، ووزير الاستثمار، ووزير الاقتصاد الرقمي والريادة، ورئيس المجلس الوطني للأمن السيبراني، ونائب رئيس الجمعية العلمية الملكية، ومدير وحدة التحول الرقمي في رئاسة الوزراء، كما ضم المجلس مختصين وخبراء في هذا المجال من القطاع الخاص.