نبض البلد - خليل النظامي
عندما يصف البعض انتصار المقاومة على الاحتلال بأنه "انتصار زائف”، فما هذا إلا تعبير عن جهل عميق بحقيقة ما يجري في غزة..
فانتصار المقاومة لا يقاس بالهدنات أو بموازين القوى العسكرية كما يحلل الثرثارون وغيرهم من إمعات الكوكب العربي،،، بل يقاس بإرادة شعب غزة الذي لا ولن يموت،، وعقيدة وإيمان راسخ لا يساوم...
يا من تبثون هذه الكلمات العفنة، يجب أن تفهموا أن المقاومة ليست مجرد معركة حربية، بل قصة حياة وكرامة وشرف لشعب ضحى بكل شيء، وآمن بحقوقه العادلة حتى الرمق الأخير.
إلى ذلك، اقسم لكم أن المقاومة صراع وجودي يتجاوز الحسابات الضيقة والمصالح اللحظية، وتعتبر أعظم تحد لاحتلال غاشم ظن أنه قادر على قهر أمة العرب والمسلمين بأكملها.
وأزيد على ذلك ؛ أن المقاومة ليست مجرد تصرفات آنية، بل عقيدة وجهاد في سبيل الله وسبيل وطن شلب، وأرض اغتصبت،، المقاومة تعني الدماء التي سفكت، والآلام التي تفجرت،، والأرواح التي ضحت بدمائها لتبقى راية الله وراية رسوله مرفوعة.
ليس انتصارا زائفا، بل انتصار لمبادئ لا تحنى، انتصار للمستقبل الذي يراهن عليه كل طفل فلسطيني وعربي ومسلم، وانتصار لكل أسير في زنزانته، ولكل أم فلسطينية فقدت طفلا او مجاهدا،،، هذا هو انتصار الروح التي لا تقهر، انتصار الحق أمام الباطل.
أما أنتم يا من تصفون هذا النصر بالزيف، فلستم أكثر من غافلين عن الواقع، أو متأثرين بمواقف لا تتعدى سطح الأحداث،، ولا تدركون معنى التضحية الحقيقية، ولا تعرفون قيمة الحرية التي يولد بها كل فلسطيني على تراب فلسطين.
أن يصف البعض هذا النصر بالزائف هو استهانة بآلام شعب ناضل على مر الأجيال ليحافظ على هويته، وإنكار لكل لحظة صمود، ولكل دمعة شهيد، لكل صوت مقاوم ارتفع في وجه الظلم الصهيوني.
قولكم هذا، ما هو إلا إساءة وطعن في كبد التاريخ، واستخفاف بتضحيات الأجيال التي سجنت وعذبت وشردت.
أيضا حديثكم القميء هذا، ليس مجرد تقليل من قيمة الجهود العسكرية والسياسية التي بذلت، بل طعن ايضا في قلوب وكرامة كل من وقف ودعم غزة طوال تلك السنوات العجاف،، وتقليل من تضحيات من قدموا دماءهم على الأرض، ومن كانوا في الخطوط الأمامية يقاتلون ويجاهدون، وليس مثلكم يا من بعتم البلاد والجماد واشتريتم الدعاء عبر منصات فيسبوكية.
أيها المارقون،، إن أي طعن في هذا الانتصار هو طعن في كل من أعطى بصمت وسرية وهدوء، وطعن ايضا في كل من ساعد في رفع صوت فلسطين عاليا في المحافل العربية والدولية، وفي كل من وقف مع الحق في مواجهة القوة الظالمة.
تبا لكم،، ولهذا الصباح الذي اقرأ فيه سرديات الخونة..