نبض البلد - إبراهيم أبو حويله..
نصرتك للمظلوم هي نصرة للحق، واحقاق لمبادىء العدل التي طالب بها خالق الكون، والتي هي نصرة للمبادىء والأخلاق والإنسانية والعدل، ولا يعني هذا بحال ان يكون هذا المظلوم مقدرا لهذه النصرة، وقد يكون بعضهم ليس اهلا لهذه النصرة، ولكن من يحمل المبدأ يعمل ولا يهتم بذلك. فصاحب المبادىء ينصر المسلم ظالما او مظلوما، اذا وقع عليه الظلم، وينتصر للكتابي كما فعل عمر رضي الله عنه مع القبطي والامير، وينتصر حتى للكافر ويجيره حتى يبلغ مأمنه، وينتصر حتى للحيوان المظلوم من الإنسان الظالم.
وهذا لا يعني بحال ان كل هؤلاء المظلومين متفقون على موقف واحد، او هم كلهم على الحق فهم أجناس وفئات، ولا يعني بحال ان تتغير أنت بتغير الموقف، عندها ستصبح بألوان الطيف، ولكنك هنا تنصر للقضية والمبدأ والمظلوم وتسجل موقفا.
وهذا ما تقوم به المملكة في كل مواقفها، نعم هناك تقصير واضح في إظهار المواقف التي قام بها الأردن، ويقوم بها منذ بداية القضية الفلسطينية إلى اليوم، مع أنه يسجل للأردن على الموقفين الرسمي والشعبي، وقوفه مع القضية الفلسطينية ودعمها على كافة الاصعدة الدولية والعربية والمحلية، حتى ان المسؤولين الامريكين وجهوا انتقاد مباشر للسياسة الأردنية وتبنيها للقضية الفلسطينية بهذا الشكل الكبير، أكبر من كل السياسين غيرهم.
نعم ما قام به الناطق الرسمي لحركة المقاومة الإسلامية، هو موقف يفتقد الكياسة والسياسة والفطنة، ويتم تصنيفه تحت بند تصفية الحسابات بين الحركة والدولة الأردنية، مع ان هذا الموقف يأتي على حساب شعبيتها أولا في الاوساط الاردنية الرسمية والشعبية، وعلى حساب الداعمين للقضية، ويضعهم في موقف المدافع، نتيجة لموقف اخرق يفتقد بعد النظر والمصلحة الفلسطينية العليا.
ويبدو ان عقدة الحركات الإسلامية في السياسيين، فهم قاصرو النظر و فاقدون للبعد الاستراتيجي في التعامل مع العمق القومي والإسلامي، وهذا افقدهم الكثير من الداعمين على كافة الاصعدة، في وقت قدمت فيه المقاومة على الأرض تضحيات عظيمة، كان يجب على السياسة في المقاومة ان ترتقي لمستوى هذه التضحيات ولكن هذا لم يحدث للأسف.