ابراهيم ابو حويله

لماذا يخاف الغرب ...

نبض البلد -
لم تكن القصة قصة أضرار وخسائر ، ولم تكن القصة أن الأمر لا يحتمل ، ولكن القصة هي أن هذه الفئة تملك سلاحا خطيرا جدا ، تملك رأيا وحرية وقدرة وعملا ويجمعها هدف وتسعى للتغيير .

اليوم تفكر ، وغدا تصبح قادر على أن تخطو خطوة واحدة في إتجاه التحرر ، وبعدها تصبح الخطوة خطوات ، وبعدها تملك رأيك وخيارك وحريتك ، كم أخاف منك لأنك عندها ستكون البداية وستكون لي النهاية . 

نعم سأخاف منك عندما تعتقد بأنك تستطيع ، وبأنك قادر على الفعل ، نعم سأخاف منك عندما تسعى للمعرفة ، نعم سأخاف منك عندما تملك فكرة ، نعم سأخاف منك عندما تسعى للعلم ، وتملك أفقا بعيدا ورأيا ، نعم سأخاف منك لأنك أطلقت لنفسك حدودها ولم تقف عند حد العجز الذي وضعته لك . 

كل الخطوات التي وضعتها وضعتها حتى أقول لك بأنك لا تملك قدرة ولا عقل ولا حرية لتفعل ما تشاء ، أنت هنا بخياري ، وأنا من يملك أن يعطيك حدودك ومكان وقوفك ، ومتى تقول ومتى تصمت صمتا أبديا. 

أنا من يملك الطعام والماء وأنا من يسمح ويمنع ، وأنا من يقول وأنت يجب أن تسمع .

 اليوم فقط فهمت لماذا خافت بريطانيا العظمى التي لا تغيب عنها شمس الظلم ولا الإستعباد ولا الإحتلال ولا سلب حقوق الآخرين ولا سرقة أثارهم وكنوزهم ووضعها تذكرات في متاحفها ، فإذا فقدت كنزا ذهبيا أو حجرا كريما أو أثرا لأجدادك العظام حتما ستجده في متاحفهم ، اليوم فهمت لماذا خافت من إضراب فلسطين في عام الستة وثلاثين ، لأنه يعني أن هذا الشعب يتحد ويفكر ويقرر ويسعى إذا هو سيصل إلى حريته حتما . 

واليوم أيضا فهمت لماذا سعى العالم الغربي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة طوفان صغير ، أثر بشكل محدود على بقعة محدودة وبعدد إصابات محدود أيضا ، ولكنها تعني بكل وضوح أنه يجب الخوف منه لأنه فكر وقدَر وسعى وقدِر على أن يفعل ، إذا غدا يملك رأيه وقدَره ويرفض ما أمليه عليه ويسعى للحرية . 

هي تملك أملا وتسعى له ، إذا هي جماعة خطيرة يجب أن تباد وإلا كانت بدايتهم نهايتي . 

نعم هي بداية النهاية لك وهذا ما أنا مؤمن به يا هذا ، فأفعل ما شئت فالنهاية قادمة . 

إبراهيم أبو حويله ...