الأردن الأقدر على الدخول في إعادة إعمار سورية

نبض البلد -

"المقاولين": تواصلنا مع دمشق وزيارتنا بانتظار موافقة الحكومة السورية

الدويري: دور الأردن بإعمار الجنوب السوري كبير

50 % من الصادرات الأردنية إلى سورية مواد إنشائية

الأنباط - مي الكردي

العامل الجغرافي والسياسي سيلعب دورًا كبيرًا في هوية الأطراف المشاركة في إعادة إعمار سورية، والأردن هو الأقرب والأقدر على إعانة الجارة الشمالية على إعادة بناء ما تم تدميره نتيجة القصف والحرب خلال السنوات الماضية، وذلك من خلال قدرات المهندسين والمقاولين المميزة والمواد الخام المتوفرة.

وستكون هذه القدرات والمواد بمتناول الجانب السوري جراء القرب الجغرافي مع الأردن، ما يشي بحاجة دمشق للأردن لتأمين متطلبات المرحلة المقبلة بخبرات كبيرة وبكلف منخفضة.

ان الأردن بوابة رئيسية ومنفذ نشط لسورية، حيث عبرت 2500 شاحنة أردنية محملة بالمواد الغذائية والإنشائية إلى سورية منذ سقوط نظام الأسد.

نائب نقيب المقاولين المهندس فؤاد الدويري أكد لـ"الأنباط"، أن النقابة بصدد القيام بزيارة قريبة إلى سوريا، حيث جرى التواصل مع نقيبِ المقاولين السوريين الجديد، والزيارة بانتظار موافقة حكومية من الطرف السوري.

وأعلن الدويري عن اجتماع مرتقب يجمع نقابة المقاولين الأردنيين ونظيرتها السعودية، حيث جرى في شهر نيسان من العام الماضي توقيع مذكرة تفاهم تهدف إلى تعزيز التعاون بين الأردن والسعودية في مجال المقاولات، وتبادل الخبرات والفرص الاستثمارية، موضحًا أنه سيتم من خلال هذا الاجتماع تفعيل المذكرة للتشارك في إعمار سورية، لافتًا إلى التواصل مع الأشقاء العرب الراغبين في المشاركة بمرحلة إعادة الإعمار، خاصة قطر والسعودية.

وبين أن حكومتا السعودية وقطر أعلنتا الاستعداد للإسهام في إعادة الإعمار، من خلال المقاولين، حيث سيعمل الأردن تزامنًا مع هذه المرحلة بإيجاد مكان للمقاولين الأردنيين نظرًا لوجود مذكرات تفاهم تسهل خلالهم في العملية.

كما توقع دورًا كبيرًا للأردن في إعادة إعمار الجزء الجنوبي من سورية، وبنسبة 99%، مبينًا أنه جرى العمل على فكرة المباني الجاهزة، وتجهيز تصاميم مع التكاليف ليتم عرضها على الأشقاء السوريين من خلال النقابة والحكومة.

وأوضح الدويري أن نقابة المقاولين الأردنيين أبدت استعدادها للمشاركة في إعادة إعمار سوريا من خلال المشاركة مع الدول التي استعدت لتقديم الدعم المادي، حيث سيبدأ العمل عن طريق تأهيل الكوادر المهنية في سوريا والعمالة الفنية والمقاولين.

وأشار إلى الأفضلية التي تتمتع بها المواد الإنشائية الأردنية وذلك لقرب الموقع الجغرافي بين الأردن وسوريا، لافتًا إلى أن المواد الأولية في البناء سيكون لها فرصة كبيرة مثل الرمل، حجر البناء، الحديد، وتحديدًا الإسمنت وذلك لانخفاض سعرها مقارنة مع سوريا.

يُذكر أن الأمين العام لوزارة الصناعة والتجارة والتموين دانا الزعبي، أوضحت في تصريحٍ سابق لها، أن 50% من الصادرات الأردنية التي دخلت سوريا منذ سقوط نطام الأسد هي مواد إنشائية (إسمنت).

وتابعت أن الصادرات الأردنية تدخل إلى سوريا بتعرفة جمركية "صفر"، حيث أرسل الأردن إلى سوريا منذ 16 كانون الأول 2024 لغاية اللحظة نحو 2500 شاحنة، من خلال معبر جابر الحدودي مع سوريا، إضافة إلى 700 شاحنة من خلال شركة المنطقة الحرة الأردنية السورية.

وبينت أن العلاقة التجارية يحكمها إطار تشريعي وهي اتفاقية إقامة منطقة التبادل التجاري الحرة بين الأردن وسوريا، حيث وقعت الاتفاقية في 2001، ودخلت حيز التنفيذ في 2002 وبعد ذلك وقع البلدين اتفاقية التجارة الحرة؛ وبموجب الاتفاقيات تعفى المنتجات الأردنية النافذة إلى الأسواق السورية من الرسوم الجمركية وبالعكس.