خرائط اليمين الصهيوني وغموض وعدم يقين من تحرير الشام

نبض البلد -
الأردن بين نارين غربًا وشمالاً

الروابدة: السوريون فرحوا برحيل الأسد ولا تقولوني ما لم أقله

سياسيون وخبراء سوريون: الصورة لم تتضح ولكن الأسوأ انقضى ومضى

البدارين: ٥٠ ألف كادر إداري تركي للمؤسسات السورية

الأنباط - قصي أدهم

باستثناء الدكتور عبد الرؤوف الروابدة، أسرف منتدون أردنيون وسوريون، في التفاؤل بمستقبل سورية ومستقبل علاقاتها مع الأردن، جاء ذلك خلال ندوة عقدها مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، تحت عنوان "العلاقة الأردنية السورية، فرص وتحديات، أردنيًا وإقليميًا"، قدم لها رئيس المركز الدكتور حسن المومني أرضية نظرية رصينة، قبل أن يفتح الباب لخمسة متحدثين سوريين وأجانب، تحدثوا عن رؤيتهم لسورية، التي تشهد مخاضًا لما تتضح معالمه بعد، هل هو استبدال نظام بعثي بين مزدوجين، بنظام إسلاموي هجين الملامح، بين الأردوغانية والداعشية بنسختها الحديثة، أم أنه حالة غامضة تنتظر أيامًا وأحداثًا، كي تكشف أو تُظهر شكلها.
فرحين بمن مضى، هكذا وصف الروابدة سلوك الشعب السوري، وحين حاول أحدهم جره إلى الترحيب بالقادم، قاطعه بسرعة، مؤكدًا على دقة جملته، بل وأضاف إذا أردتم معرفة القادم، علينا أن نعرف من يقف وراء الذي حدث على الأرض، ويبدو أن كثيرًا من الحضور لم يلتقط الرسالة، بل حاول أن يسحب الحديث إلى الفرح المزدوج، برحيل من رحل وقدوم من قدِم، وهو استعجال غير حميد، فما زالت اللحظة السورية الراهنة، أسيرة سطوة أو غلبة جند تحرير الشام، دون غيرها، وكأن ما حدث أشبه بانقلاب اعتادته سورية منذ منتصف القرن الماضي.
القلق الناعم كما وصفه السياسي والبرلماني السابق جميل النمري، هو الوصف الأكثر دقة لما يحدث في الأردن وشارعه الشعبي، قلق من القادم وحالة من عدم اليقين بشكله، خاصة وأنه يأتي في لحظة صعبة تشهدها الحدود الأردنية الغربية، فالخرائط اليمينية الصهيونية تكشف عن رغبة صهيونية جامحة في رسم الأردن يستوعب كل تناقضات اللحظة الفلسطينية وتهشيم جوهرها، ويحتاج الأردن إلى هدوء على جبهته الشمالية، التي أرهقت جنده في تسللات مشبوهة الأهداف بالقطع، فهي وإن أخذت شكل المخدرات كعنوان رئيس إلا أن الأسلحة حاضرة، مما يفتح باب الأسئلة الصعبة.
لم يقدم السوريون ولا الأجانب إجابات يقينية، أو إجابات تشفي صدور المنتدين، بقدر ما فتحت كوة راحة، كان المنتدون السوريون حريصين على فتحها وطمأنة الشارع الأردني، لكن الإسراف جاء من أطراف أردنية أكاديمية، منحت ثقتها سلفًا لقيادة فصيل سوري خليط وهجين، في جنسيات أعضائه وخليط هجين في أساسه النظري، قبل أن يجزم أكاديمي أردني أن أحمد الشرع وجبهة تحرير الشام قد انتهجت الأردغوناية ، ولم ينجح في تفسير أو حكمه، سوى أنه ينظر إلى أزمات سابقة مع النظام الراحل.
الزميل بسام بدارين ومن خلال مشاهداته وهو العائد لتوه من أنقرة، قال إن تركيا حسمت أمرها بتوفير 50 ألف كادر إداري لدخول سورية والإشراف على نظامها الإداري، أي أننا أمام نظام إداري سوري بنسخة تركية، داعيًا الأردن إلى عدم الجلوس في قاعة الانتظار، والولوج بسرعة في الملف السوري، فالخسارة من الانتظار ستفوق كثيرًا الخسارة من الولوج، حتى لو تعثر هذا الولوج أو كانت نتائجه غير مرضية، وشاطره نسبيًا الوزير الأسبق للصناعة والتجارة طارق الحموري، الذي وإن تحدث عن التريث النسبي، إلا أنه طالب بقراءة الواقع السوري، وتفهم معيقاته.
الثابت أن الأردن بين نارين، وبين جبهتين، لكن الواضح أن المعلومات المتوفرة عن رؤية الأردن وخططه للتفاعل أو الاشتباك مع الحدودين، لم تتضح ولم ينشر ما يطمئن صدور الأردنيين، الذين تعصف بهم تصريحات التيار الإسلاموي المحذرة من مخاطر اليمين الصهيوني، والمطمئنة من الجانب السوري، وتصريحات آخرين يقولون إن الأردن يعرف خطواته جيدًا دون أدنى توضيح لهذه الخطوات، عكس ما يطالب به الوزير والبرلماني الأسبق ممدوح العبادي، الذي يرى ضرورة تحضير الشارع الأردني بالمصارحة والمكاشفة، لما يتم العمل عليه والتحضير له.