نبض البلد - الزوايدة يحاضر بالأردنية للعلوم والثقافة حول "الطاقة الشمسية في الاردن وتحديات تغير المناخ"
استضافت الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة المهندس سامر زوايدة ظهر أمس السبت لتقديم ندوة حول الطاقة الشمسية في الاردن وتحديات تغير المناخ أدارتها الأستاذ الدكتورة غيداء ابورمان عضو الهيئة الإدارية للجمعية .
وبدأ المهندس سامر الزوايدة حديثه بالإشارة إلى التغيرات الجوية الاستثنائية التي شهدتها الأردن خلال الاثني عشر عامًا الماضية، بدءً من هطول 80% من كميات الأمطار السنوية في 48 ساعة خلال عام 2012، مرورًا بالعواصف الثلجية أليكسا وجنى في عامي 2013 و2015. كما تناول الفيضانات السريعة في عامي 2018 و2019، والتي خلفت عدة ضحايا في جميع أنحاء المملكة، وخاصة في منطقة البحر الميت التي شهدت وفاة 21 طفلاً. وتطرق أيضًا إلى العاصفة الثلجية التي ضربت البلاد في عام 2022 وأدت إلى تدمير 160 عمودًا كهربائيًا خلال 12 ساعة، فضلًا عن موجات الحرارة الزائدة خلال السنوات الأخيرة وحبوب البرد الكبيرة في مايو 2023 التي تسببت في أضرار للسيارات والسخانات الشمسية و الأنظمة الكهروضوئية في منطقة شفا بدران وإلى حبات البرد في 2 نوفمبر 2024 التي تسببت في وفاة بعض الماشية في منطقة المفرق.
حيث شرح الزوايدة أسباب هذه التغيرات المناخية وتحدث بشكل موجز عن الغازات الدفيئة. كما ناقش اتفاقية باريس الهادفة للحد من ارتفاع درجة حرارة الأرض إلى أقل من درجتين مئويتين بحلول عام 2100، واتفاقية كيغالي التي تهدف إلى خفض الإمكانيات الاحترازية (Global Warming Potential -GWP) موائع التبريد إلى مستوى مساوي لثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050.
كما قدم المهندس الزوايدة نبذة عن تطور الطاقة الشمسية في الأردن بدءًا من سخانات المياه الشمسية في السبعينات وصولًا إلى التطورات الحديثة في أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي انطلقت في عام 2012 بعد صدور قانون الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة رقم 13 لعام 2012. وأشار إلى تطور الأنظمة الشمسية الكهروضوئية الكبيرة في جنوب الأردن، حيث تم تشغيل مشاريع الجولة الأولى بقدرة 200 ميجاوات في عام 2016، والجولة الثانية بقدرة 200 ميجاوات في المفرق في عام 2018. كما ذكر أن حصة الطاقة المتجددة في المزيج الكهربائي بلغت 28.2% في الربع الثالث من عام 2024، مع إمكانية الوصول إلى 50% بحلول عام 2030 حسب تصريحات وزارة الطاقة والثروة المعدنية.
وأوضح أن الأردن يعتبر رابع أفضل دولة في العالم من حيث الموقع الجغرافي لإنتاج الكهرباء من الطاقة الشمسية.
كما وتحدث الزوايدة عن التحول الجاري في شبكة توزيع الكهرباء لتصبح شبكة ذكية، مؤكدًا على أهمية دمج قطاع الطاقة مع القطاع الرقمي وقطاع الأمن السيبراني. كما تناول التحول الجاري في قطاع النقل واعتماد المستهلك الأردني على السيارات الكهربائية، حيث بلغت مبيعات السيارات الكهربائية 80% من مبيعات السيارات الجديدة في أغسطس 2024، مما وضع الأردن كقائد عالمي يحتذى به بعد النرويج. وتحدث عن المركبات الهيدروجينية ونظام النقل السريع التردد بالحافلات كحلول للنقل الأخضر، وكذلك التوجه العالمي نحو الحياد الكربوني بحلول عام 2050.
و استعرض المحاضر سامر الزوايدة أحدث التقنيات والمشاريع المتوقعة، بدءً من مشاريع الهيدروجين الأخضر التي يتوقع تنفيذها بحلول عام 2030، ومشروع تخزين الطاقة الكهربائية على شبكة النقل باستخدام المياه (Pumped Hydro Storage). كما تناول التوسع في الاعتماد على وسائل النقل الكهربائية والتوقف عن تصنيع السيارات التي تعمل بالوقود الأحفوري بين عامي 2030 و2035، والاعتماد على النقل بدون سائق (robotaxi)
وأضاف الزوايدة أنه يجري التخطيط لمشروع السكك الحديدية في شركات الفوسفات والبوتاس، وأكد على أهمية دمج تخزين الطاقة الشمسية الكهروضوئية على جميع المستويات حتى الوصول إلى محطات التوليد الافتراضية التي تعتمد على الطاقات المتجددة والتخزين بنسبة مائة بالمائة (Virtual Power Plant).
واختتمت الندوة بجلسة نقاش مفتوحة مع الجمهور، حيث تم التركيز على شرح الآلية الجديدة لتركيب أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية للقطاع السكني وفقًا لنظام رقم (58) لسنة 2024، الذي صدر بتاريخ 2 سبتمبر 2024.
وشجع الزوايدة الجميع على الاستثمار في تركيب أنظمة الطاقة الشمسية الحرارية الكهروضوئية واهمية تطوير التعليمات للتقيد بكودات البناء الاردني وخاصة كودة العزل الحراري الأردنية لتخفيض الطاقة اللازمة للتبريد والتدفئة في الطابق تحت السطح مباشرة.
وفي نهاية الندوة تم تقديم درع تقدير من الجمعية الأردنية للعلوم والثقافة للمهندس سامر زوايدة تقديرا لدوره الوطني بنشر الوعي في مجال الطاقة والبيئة قدمه رئيس الجمعية معالي المهندس سمير الحباشنة.