فوضى ببيع الأدوية بدون وصفة طبية.. والمريض الخاسر الأكبر

نبض البلد -

الأخرس: بعض حالات فشل الكلى تعود للإفراط في استخدام الأدوية

عطيّة: 40% من المرضى يتلقّون أدوية بدون وصفات طبيّة

 

الأنباط- كارمن أيمن

 

يتزايد انتشار عادة تلقي الأدوية بدون وصفة طبية بين أفراد المجتمع ما يثير المخاوف من تبعاتِ الأمر لما له من عواقب صحية سلبية.

فالعديد من الأردنيين يتلقون الأدوية والمسكّنات، في حال المرض، على عاتقهم دون التأكد من مدى ملاءمتها لأجسادهم ودون الأخذ بعين الاعتبار لأثرها الكامن على المدى البعيد، ولا يقتصر الأمر على ذلك فنرى الأفراد يتداولون فيما بينهم نصائح لأدوية قاموا بتجربتها سابقًا، دون الإدراك لاختلاف الأجسام عن بعضها البعض.

الطبيب شريف الأخرس أكد لـ"الأنباط" أنَّ استخدام المسكّنات والمضادات الحيوية بكثرة يرجع لقلة الوعي بين أفراد المجتمع، إذ يتوجهون للصيدليات لشراء الأدوية بدون وصفات طبيّة، منوِّهًا إلى أنَّ الأمر ينعكس سلبًا على وظائف الكلى والكبد.

وأضاف أنَّ ما يزيد على 7 آلاف حالة إصابة بالفشل الكلوي تعود أسبابه للضغط والسكَّري، كما وتلعب الأدوية والمسكنات الدور الكبير في تدهور الوضع الصحي للمريض بالتأثير على الكلى، إذ رصد الأطباء الكثير من الحالات الناجمة عن التعرّض المفرط للأدوية وتلقّيها.

وأوضح أنَّ الطبيب يلجأ لوصفِ المسكّنات في الحالات التي تستدعي استخدامها، لا سيَّما عندما يتألم المريض لكن بطريقة معتدلة وبأوقات لا تتجاوز الأسبوعين، موضِحًا أنَّ إفرازها يتم عبر الكبد أو الكلى.

ويشار إلى أن الصيدلاني غير مخول بموجب القانون بصرفِ المضادات الحيوية أو تشخيص أولي للمريض.

من جانبه، أكَد مساعد الصيدلاني ياسين عطيّة أنَّ نسبة المرضى المتلقين للمسكّنات بدون وصفات طبيّة تتجاوز الـ40% في الصيدليات، لافتًا إلى أنَّ الأنظمة تتساهل ببيع المُسكنات بدون وصفات من الأطباء، إلَّا أنَّ المضادات الحيوية يجب أن تُعطي باستشارة الطبيب، لكن هذه الأنظمة غير فعّالة، وغالبًا ما تُعطى بدون أي وصفات أو استشارات طبية.

وبيَّن أنَّ مشكلة المسكّنات والمُضادات الحيوية تكمن في مدى مقاومة البكتيريا لهذه المضادات خاصّة عند استخدامها بشكل غير منتظم.

وبين أنَّ القانون ينص على صرفِ الأدوية التي تؤخذ عبر الفم فقط في حال وجود وصفة طبية وهو "غير مُطبَّق"، وبالتزامن مع هذا الأمر، فقد بدأ تطبيق القانون الذي يشير لعدمِ إعطاء الإبر العضلية والوريدية إلّا بوصفات طبية.

ودعا إلى ضرورة تأهيل الصيادلة بدورات تدريبية تمكّنهم من صرف المسكّنات للمرضى بالشكلِ الصحيح لكي لا تصبح هناك مقاومة للبكتيريا، كونه الحل.