نبض البلد - تُعد المسؤولية المؤسسية المجتمعية ركيزة أساسية والتزاماً راسخاً للشركات في عالم الأعمال المعاصر. ومنذ انطلاقة أعمالها، جسدت شركة ميناء حاويات العقبة هذا الالتزام بكفاءة واقتدار، الأمر الذي يتجلى من خلال جهودها المستمرة لدعم وتطوير المجتمع المحلي في العقبة؛ إذ إنها كرست نفسها على مدار أكثر من عقد لإحداث تأثير إيجابي مستدام عبر مبادرات فاعلة نفذتها بقيادة لجنة متخصصة في المسؤولية الاجتماعية، وبمساهمات قيمة من فريق متفانٍ من موظفيها المتطوعين الذين بادروا للانخراط والمشاركة في كل فرصة أتاحتها الشركة أمامهم لخدمة مجتمعهم.
وحيث أنها كانت تعي مسؤولياتها تجاه مجتمعها الأكبر، فقد تعاونت شركة ميناء حاويات العقبة، ولا تزال، مع شبكة من منظمات المجتمع المدني، التي تتشارك وإياها قيمها ومجالات اهتمامها وتركيزها، وذلك في إطار شراكات استراتيجية فاعلة، كما كان لها حضورها وبصمتها الداعمة ضمن قائمة من المبادرات الوطنية والدولية الهامة، بما في ذلك مبادرة أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة، ورؤية الأردن الوطنية، ورؤية التحديث الاقتصادي الوطنية. هذا وقد حرصت الشركة على أن تلامس جهودها احتياجات المجتمع وتلبيها، ومن أجل ذلك، فقط ركزت في أعمالها للمسؤولية المؤسسية المجتمعية على ثلاثة محاور رئيسة تمثلت في: الصحة، والتعليم والحفاظ على البيئة.
دعم الصحة وتعزيز جودة الحياة
وعلى مدى سنوات من العمل المتواصل، قدمت شركة ميناء حاويات العقبة نموذجاً في المشاركة في الحفاظ على الصحة العامة وتعزيز جودة حياة أبناء المجتمع، وهو ما يظهر بوضوح عبر مبادراتها التي عُنيت بالرعاية الصحية، التي تكاتفت لتنفيذها مع عدد من المؤسسات المتخصصة في هذا المجال من خلال شراكات متينة ومستدامة.
وفي هذا السياق، دعمت الشركة على مدار 9 أعوام متتالية جهود مكافحة مرض السرطان، من خلال مساندة مؤسسة الحسين للسرطان لتحقيق أهدافها وتحسين مستوى الخدمات الطبية المقدمة للمرضى في محافظات الجنوب. كذلك، فقد عمدت الشركة إلى رفد المستشفيات الحكومية في العقبة بأجهزة غسيل الكلى، في خطوة واصلت تنفيذها خلال العام 2024 في إطار مساعيها الرامية إلى تعزيز الخدمات الصحية وتطويرها في العقبة، وللبناء على مساهماتها وإنجازاتها التي تحققت العام الماضي وتوسيع نطاقها وأثرها.
وكجزء من جهودها الرامية للمساهمة في الدعم المجتمعي، فقد نفذت الشركة مبادرتها التمكينية "أهل الخير" التي تعد من أطول المبادرات التكافلية والتعاونية عمراً في مسيرة ميناء الحاويات، حيث بلغت خلال العام 2024 عامها الرابع عشر. وفي إطار هذه المبادرة، التزمت الشركة بتأدية مسؤولياتها في مساندة الأفراد الأقل حظاً والعائلات العفيفة عبر كوبونات للمستلزمات والمواد الغذائية الأساسية التي تغطي احتياجاتهم.
وتمثل الشراكات المستدامة والمتينة التي أقامتها الشركة مع مختلف المنظمات، شهادة على التزامها الصادق تجاه القضايا المجتمعية الملحة الواقعة في دائرة اهتمامها، والتي توجه أعمالها وأولوياتها. ومن خلال تعزيز جهودها بشكل مستمر عاماً بعد عام، فإن ميناء الحاويات تبرهن على تفانيها بإحداث تأثير فعّال ومستدام من خلال دعمها للمنظمات التي تدعمها وتتعاون معها.
تعزيز التعليم
وإيماناً منها بأن التعليم هو المفتاح لمستقبل أكثر إشراقاً، لطالما ركزت شركة ميناء حاويات العقبة على القضاء على عدم المساواة في التعليم وتمكين الأطفال. وخلال العام 2024 وللسنة الخامسة على التوالي، نفذت الشركة مبادرة "خطوة" التي تُعنى بالمساهمة في تحسين جودة ومخرجات التعليم في مدارس العقبة، من خلال تعزيز البيئة التعليمية في المدارس المستهدفة، وذلك بالتعاون مع مديرية التربية والتعليم في العقبة. وقد شهد العام 2024 توزيع 250 حقيبة مدرسية على الطلاب الأقل حظاً، مجهزة بالمستلزمات الضرورية والأساسية.
وفي سياق متصل، أعادت الشركة إطلاق حملة "اكفل طالب"، كجزء من التزامها بتحسين فرص التعليم وتعزيز فرص الطلاب في تحقيق النجاح دعماً للمسيرة التعليمية في العقبة، وذلك بالتعاون مع جمعية يد العون للإغاثة والتنمية، ومديرية التربية والتعليم في المدينة، مقدمةً عبرها للطلاب الأقل حظاً المستهدفين حقائب مدرسية مجهزة بكافة المستلزمات المدرسية التي تغطي احتياجاتهم طوال العام الدراسي.
الحفاظ على البيئة
وإذ تضع الشركة مسألة الحفاظ على البيئة ومواردها في قائمة أولوياتها، فإن جهودها في هذا المضمار تتميز بالاستباقية والتنوع. ومن هذا المنطلق، واظبت ميناء الحاويات على تنفيذ العديد من النشاطات البيئية التي يعد من أبرزها النسخة المحلية من مبادرة "Go Green" التابعة لشبكة موانئ "إي بي إم "APM العالمية، والتي تعد مبادرة توعوية مشتركة على مستوى صناعة الموانئ.
وعبر أسبوع "Go Green" تسعى الشركة إلى رفع الوعي بالقضايا البيئية بين موظفيها وأفراد المجتمع. وتبرز شركة ميناء حاويات العقبة التزامها بالاستدامة البيئية من خلال تنظيم فعاليات تنظيف البحر والمشاركة فيها، وذلك بالتعاون مع القوة البحرية الملكية، ومحمية العقبة البحرية، وجمعية العقبة للغوص البيئي، ومركز الغوص "كورال جاردن"، بهدف حماية الشعاب المرجانية المحلية وجمال خليج العقبة الطبيعي.
وخلال صيف 2024، نظّمت الشركة ضمن مبادرات اللجنة التوجيهية البيئية للشركة حملة تنظيف للشاطئ، قامت عبرها وبجهود موظفيها المتطوعين بجمع 550 كجم من النفايات من المواد المتنوعة، كما تعاونت مع سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لتنفيذ حملة تنظيف لقاع البحر، والتي تعد جزءاً من مبادرة أوسع أطلقتها السلطة تحت شعار "العناية بالشعاب المرجانية وحمايتها في العقبة"، والتي تعتبر واحدة من 228 حملة ساعدت في جمع 14 طناً من النفايات.
امتدت الأنشطة البيئية التي تقوم بها الشركة إلى ما هو أبعد من ذلك، فعلى سبيل المثال لا الحصر، شهد أسبوع "Go Green" خلال العام 2024 تنفيذ حملة تخضير بزراعة أشجار وشجيرات حول مبنى الشركة الإداري، وهو ما أسهم في تقليص نسبة الكربون في المنطقة المحيطة.
وبالنظر لتماشي هذه الجهود مع أهداف الشركة البيئية الرامية في المحصلة إلى إزالة الكربون من عملياتها التشغيلية والمينائية، وبفضل سياسة محددة مدعومة بلجنة توجيه بيئية مكرسة ومسؤول متخصص في إزالة الكربون، فقد نجحت مبادراتها في تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة بنسبة 5% خلال العام 2024، بالإضافة إلى خفض استهلاك الطاقة بنسبة 4%.
العمل الخيري بلا حدود
وبالإضافة إلى التزامها بالعمل المجتمعي عبر مجالات اهتمامها وتركيزها الأساسية، فإن شركة ميناء حاويات العقبة لا تكف عن إظهار هذا الالتزام من خلال دعم مشاريع ومبادرات حيوية، منها دعمها لتكية أم علي وحملاتها لمدة 8 سنوات في إطار شراكة استراتيجية تساند التكية بها لتحقيق أهدافها ورسالتها بتقديم المساعدات الإغاثية للأسر العفيفة عبر تأمين طرود الخير التي تحتوي مواد غذائية ومستلزمات منزلية أساسية وغيرها.
ومن خلال هذه المبادرات المتنوعة والمؤثرة، لا تساهم الشركة في تعزيز مستوى المعيشة والازدهار والتنمية في مجتمعها فحسب، بل إنها ترسي معياراً جديداً للمسؤولية المؤسسية المجتمعية للشركات في المنطقة.