نبض البلد - مهند أبو فلاح
اتخذت إدارة الرئيس الأمريكي الديمقراطي جو بايدن قرارا هاما جدا بخصوص اوكرانيا عقب انتخاب دونالد ترامب مرشح الحزب الجمهوري رئيسا للولايات المتحدة
في الانتخابات الرئاسية التي أقيمت في الخامس من شهر تشرين الثاني / نوفمبر الحالي .
القرار الهام تمثل فيما أعلن عنه ممثل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) من إن الوزارة ستسمح لشركات الدفاع الخاصة بنشر أشخاص في أوكرانيا بأعداد محدودة لمساعدة القوات الأوكرانية بإصلاح وصيانة المعدات التي تزودها بها الولايات المتحدة ، و ادعى هذا المسؤول إن هؤلاء الموظفين " سيكونون بعيدين عن الخطوط الأمامية ولن يشاركوا في القتال ضد الجيش الروسي. وسيساعدون الجيش الأوكراني على إصلاح المعدات التي قدمتها الولايات المتحدة وصيانتها سريعا، حسب الحاجة، حتى يتمكن من العودة إلى خط المواجهة بسرعة " .
بغض النظر عن محاولة الإدارة الأمريكية التقليل من شأن و أهمية هذا القرار المتخذ في الوقت بدل من الضائع قبل استلام الرئيس ترامب لصلاحياته كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية بعد شهرين من الآن في كانون الثاني / يناير من العام القادم إلا أن هذا القرار يحمل في طياته دلالات خطيرة لجهة مزيد من التورط الأمريكي في الصراع الدائر بين اوكرانيا و روسيا الاتحادية و احتمال تصاعد النزاع بين الطرفين وصولا إلى استخدام أسلحة دمار شاملة غير تقليدية من قبل موسكو في هذه الحرب الدموية الطاحنة .
على أية حال يبدو أن فلاديمير بوتين سيد الكرملين في موسكو لن يهضم بسهولة هذا القرار الأمريكي الذي جاء بعد فترة وجيزة من إرسال قوات كورية شمالية إلى روسيا بأعداد كبيرة نسبيا تصل وفق أقصى التقديرات إلى قرابة اثنا عشر ألف رجل ما يعني أن الحرب الروسية الأوكرانية في طريقها نحو مزيد من التصعيد كما أرادت لها الدوائر الإمبريالية الباحثة عن سوق كبيرة ضخمة تروج من خلالها البضاعة القتل و الدمار التي تتجر بها على رؤوس الأشهاد و الخلائق جهارا نهارا دون وازعٍ أخلاقي يردعها عن المضي قدماً في غيها .
أخيرا و ليس آخرا فمن المؤكد أن التحدي الأكبر الذي سيواجه الرئيس المنتخب دونالد ترامب في المستقبل القريب العاجل سيتمثل في كيفية وضع حد لحرب الاستنزاف المتواصلة فصولا في اوكرانيا و التي أنهكت الاقتصاد الأمريكي بخاصة كما العالمي بسبب ارتفاع في فاتورة و تكلفتها الباهظة و هو امرٌ وعد به خلال حملته الانتخابية ، لكنه يقينا سيصطدم أن حاول تنفيذ ذلك بعد توليه الرئاسة فعليا بكارتيلات السلاح في بلاد العم سام الذين ينتفعون من استمرار هذه الحرب العبثية على هذا المنوال بما يخدم مصالحهم القائمة على أكوام الأنقاض و جثث الضحايا من أبناء البشرية المعذبة ، فهل ينجح السيد ترامب في تنفيذ وعوده الانتخابية ؟؟؟ هذا ما يرجوه جميعا أصحاب العقول النيرة المتفتحة و الضمائر الحية اليقظة في شتى أصقاع المعمورة .