قمة الرياض بين بايدن وترامب !

نبض البلد -
د. حازم قشوع
 
قبل ثلاث اشهر من دخول ترامب للمكتب البيضاوي وفتح بيان أول الصفقات التي وعد بها لإنهاء فوضى الشرق الأوسط، ستكون على مكتبه ملفات حرب غزة ومعارك الجنوب اللبناني وحالة التصعيد فى القدس والضفه هذا اضافه الى ملفات اخرى إقليمية تقوم على مكانة ايران ودورها بالمنطقة الذي أصبح مقبول عربيا ومازال غير مرحب به اسرائيليا، وهي الموضوعات التي ستجعل من وعود الرئيس المنتخب قيد بيان حول ماهية الصفقة التي يريد إرسائها في حاضنة المنطقة، وما الذي ستحمله هذه الصفقة من صيغ لإنهاء وتيرة الأزمة العميقة التى تلم بالمنطقه التى لولاها لما كان ليكون ترامب فى البيت الأبيض على حد وصف متابعين، بعدما دفعت كامالا هاريس و الحزب الديمقراطي ثمنا باهظا نتيجة انحياز بايدن لنتنياهو لحروبه التوراتية عندما انحاز الرئيس بايدن لصهيونيتة على حساب مكانة حزبه و بطاقة ترشيح نائبتة، وهو ما جعله يساهم كما نتنياهو بإخفاق الحزب الديمقراطي في الانتخابات الماضية.
 
وحتى لا يقوم الرئيس المنتخب بشرعنة الاحتلال الاسرائيلي لغزة وفتح بوابة التهجير عبر سيناء بصفقة ودخول الشركات الأمريكية بالشراكة مع الإسرائيلية للسيطرة على احتياطي الغاز والتحكم فى الميناء وإرساء مشروع قناة بن غوريون بسيادة القوة كما يجري الحديث حوله في أروقة سياسات الحزب الجمهوري عن طريق إعطاء الرئيس المنتخب غطاء أمن لإسرائيل لاحتلال القدس والضفة، فإن على الرئيس الديموقراطي السماح بالاعتراف بالدولة الفلسطينية لضمان عدم اسقاط لاءات بايدن الثلاث التي حملت عناوين، (لا لإعادة الاحتلال ولا للتقسيم ولا للتهجير) في غزة كما حملت ذات العناوين في الضفة، وهو ما جاء عبر عنوان واحد يقوم على أرضية حل الدولتين التى يعتبر فيها الاعتراف بالدولة الفلسطينية أحد أهم اشتراطات معادلة التحصين لجملة بيان قرارات الشرعية الدولية، وهذا ما يمكن إنجازه عبر قرار أممي بصيغة تبين الاعتراف بالدولة الفلسطينية وتعتبر الاعتداء عليها اعتداء على القانون الدولي ومرجعياته.
 
وهذا ما يمكن إنجازه عبر تحريك الملف الفلسطيني بروافع سانده عبر المؤتمر العربي والإسلامي الذي تستضيفه الرياض في 11 نوفمبر الجارى، الذى يعتبر فرصة قد تكون الاخيرة امام الحاضره العربيه الاسلاميه لإثبات حضورها فى بيت القرار الدولي بما يمكنها من تحصين مسارات حل الدولتين الذي يؤمن بها الحزب الديمقراطي للحل، الأمر الذي يجعله يشكل أرضية بيان مشترك بين الحزبين تجاه تحصين مسالة حل الدولتين وذلك عبر قرار اممي يصدر لهذه الغاية قبل انتهاء ملفات التصعيد في المناطق الساخنة ودخول الجميع بفوضى الكريبتو التي يحمل سياقاتها كما ادواتها مغايرة عن ما كانت تحمله السياسة الديمقراطية من برامج، لان مسرح التحضير لها سيكون محط تغيير جمل وبناء حواضن عمل تقوم على تسييل الاحتياطيات.
 
وهذا ما يجعل الغاز الأردني قادر على دعم الاحتياطى النقدى لتسييل مسارات العملة القادمة في منظومة الكريبتو، بحيث تكون العمله الاردنيه قادرة على تغطية رواسي الاحتياطيات النقدية لتقف عند ارضيه تسييل مالية وليست سياسية، وكما تقف عليه اسرائيل في رسم وترسيم الميزان النقدي عبر احتياطي الغاز في غزة، وهو ذات المكيال الذي سيقوم عليه حال بقية الصفقات التي يجري بناؤها بطريقة تفتقر للعدالة وبيان مكيال غير منصف مع التحضيرات التي تجري لانسحاب القوات الامريكية من سوريا والعراق والحديث عن علاقات طبيعية بين واشنطن وطهران، وهذا ما يجعل ملفات المنطقة يجري تسويتها بناء على طبيعة علاقات.
 
والأردن وهو ينظر لقمة الرياض من منظار مضامين موضوعية تقوم على التحصين لقضايا المنطقة سيما الرئيسية في فلسطين كما فى لبنان وبقية الأراضي العربية، فإنه ينظر لظروف انعقاد القمة العربية والإسلامية فى الرياض بهذا التوقيت الدقيق بروح من التفاؤل ويعتبرها فرصة حقيقية يمكنها أن تستدرك السياسات القادمة من رحم البيت الابيض من أجل تحصين مناخات المنطقة وقضاياها، إضافة لمسألة حماية احتياطياتها الطبيعية الناتجة من مخزون مواردها الطبيعية.
 
الأمر الذي يجعل من قمة الرياض فرصه يمكن استثمارها لتحصين الحل وتحصين الموجودات عبر تشكيل لجنة عربية وإسلامية قادرة على التفاوض حول جملة بيان سياسية مع إدارة بايدن تسمح بتمرير قرار الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جهة، وتقوم لايجاد ارضية العمل تجاه العلاقات الطبيعية بين إسرائيل ومحيطها العربي والإسلامي لتعيش المنطقة بسلام اضافة الى متابعة الصياغات الجديدة للعملة النقدية حتى لا تكون الفوضى النقدية قادر لاحداث فوضى جديدة في المنطقة، سيما أن هذه القمة تأتي في مرحلة انتقالية في البيت الأبيض بين مغادرة بايدن ودخول ترامب.