نبض البلد - د. حازم قشوع
مع تصاعد حمى الانتخابات الأمريكية تتصاعد معها الحمى الإقليمية وحتى الدولية التي تشهدها العاصمة التتريه قازان بانعقاد قمه بركس "للتعددية القطبية"، بينما تنهمك إسرائيل الذراع الجيوسياسي لدول المركز "بتقليم" محيطها عسكريا وسياسيا، فتذهب للاغتيال المباشرة للقيادات العسكرية والسياسية المناوئة لها تارة، وتقوم بمسح المنطقة من دائرة محيطها تارة اخرى عن طريق هدمها وإعادة إعمارها وعلى المقاس الذي تريد وفى الحجم الذي تتفق عليه مع البيت الأبيض.
وهذا ما جعلها توجه ضربة مباشرة للتصنيع العسكري التركي لضبط ايقاع انقره تجاة دول بركس وصل صداها للرياض وكما للارجنتين، وهو ما جعل من هذه الدول تحجم عن المشاركة بقمة بركس بعد ارتفاع بيان العمل بقمة قازان الى مستويات شكلت لدول الناتو خط أحمر عندما نقلت بركس (مستويات عملها من حالة منصة الى منزله منظومة عمل).
وهو ما جعل من قمه بركس لا تشكل فى طياتها مناورة "سياسية / اقتصادية" لدول المركز كما كان عليه الحال عند تشكيلها، بل تبين رأسها فى مواجه للناتو الذي يشكل المرجعية العسكرية الأقوى أمميا كما تكون فى مواجهة للدولار الذي يشكل 60 % من حجم التداول العالمي، بعد قيام منظومة بركس بطرحها للعملة الرقمية المشفرة لتكون منظومة بركس بالمحصلة منظومة مناوئة سياسيا واقتصاديا وربما عسكريا لدول المركز وهيكليتها الأممية.
وهذا ما استوجب تقليمها قبل انطلاقها حسب الأمر بالطريقة التي تتم فيها نسج خطوط منظومة العمل فيها لتكون مفيدة ومتماسكه بحيث تشكل للمنضويين تحتها حمايه، كما للمشاركين فيها جمل تنموية تحوى عنايه ورعايه، لاسيما "إن قيادة بركس باتت تمثل دول جنوب العالم كما تمثل دول المركز شماله".
وهي جملة البيان التى تحمل معطى بثلاث شعب واحدة استدلالية تفيد بكيفية الاصطفاف الذي ترسم فيه الصورة والتصورات فى موقعه الاقتتال القادمة في الساحة الإيرانية التي تستعد لتلقي ضربة اسرائيلية مميتة على حد وصف غالانت خلال الايام القليله القادمه، اما الثانيه فهي استفهامية كونها تقوم على بيان شكل الردع والتكنولوجيا المستخدمة فيه، وهذا ما سيجيب على الكثير من الاسئله حول المنظومه الردعيه لدول بركس التى ترتبط بشكل عضوى مع ايران.
واما الثالثه فهى استنتاجيه وتحوي ثلاث جمل الأولى بينها الوزير بلنكن عندما ذهب لبيان أهمية تحويل الإنجاز العسكري الاسرائيلي الى منجز استراتيجي قبل زيارته للسعودية، وذلك عن طريق تأطير دول المنطقة بإطارها العام بعد الانتهاء من عمليات الهدم التى تتم اسرائيليا لإعادة صياغة ميزان القوى الإقليمية من جديد ضمن مستويات تبقيها في الحدود الوظيفية، اما الثانية فانها تلزم دول شرق المتوسط بضرورة التقيد بخطوط العمل حتى تبقى أمنه من سياسة المطرقة الحاصلة، وأما الجملة الثالثة التي توصي بعدم التدخل بالانتخابات الأمريكية بفتح قنوات تجيز بيان سياسة الصفقات بالمراهنة على وصول دونالد ترامب لبيت القرار الذى تعول عليه دول بركس لبيان صفقات ورسم ميزان للتعدديه القطبية.
وهذا ما يجيب مضمونه على اسئلة زيارة الملك عبدالله للرياض والصفدي لسوريا، وما تبعها من تحويل خط سير الوزير بلنكن للسعودية كما يرسم بيانه مسألة دخول المنطقة في حالة مواجهة قد تحمل حالة احتدام كما العالم يحبس أنفاسه مع اقتراب الانتخابات الامريكية المفصلية ان لم تكن تاريخية كونها ستحدد بوصلة التوجه للسنوات القادمة، وهذا ما يجعل من هذه المعطيات المتفرقة جغرافيا والمتباينة سياسيا ترسم فى مضمونها جمل سياسية متصلة.