إدارة الفيصلي تحت النيران.. جماهير غاضبة تطالب بالاستقالة وسط ديون وتخبط

نبض البلد -
إدارة الفيصلي تحت النيران.. جماهير غاضبة تطالب بالاستقالة وسط ديون وتخبط

الأنباط – ميناس بني ياسين

بعد خسارة الفيصلي يوم أمس في مباراته أمام الحسين إربد ضمن الجولة العاشرة من الدوري الأردني للمحترفين، قامت جماهير الفيصلي بالمطالبة باستقالة مجلس إدارة النادي والانسحاب من الإدارة؛ لعدم رضاها عن مستوى النادي وما قدمه، وعدم رضاها عما تقوم به الإدارة من تخبط في التعاقدات مع المدربين واللاعبين وفسخ العقود، حسبما ترى الجماهير. وقد تحدثت "الأنباط" مع عدد من أعضاء الهيئة في النادي والجماهير للوقوف على ما تطالب به الجماهير.

من جانبه، أكد عضو الهيئة أبو حامد العطيات لـ"الأنباط" أن ما يحدث في النادي الفيصلي سببه توكيل الأمور إلى أشخاص لا يفقهون شيئًا في كرة القدم، ولا وجود لأصحاب اختصاص في النادي. وتم توكيل الإدارة دون أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار، موضحًا أن بعض أعضاء الإدارة لم يكونوا يعلمون موقع النادي حين استلموا.

وتابع أن الإدارة الحالية جاءت في البداية تحمل في جعبتها العديد من الوعود والآمال بسد الديون، إلا أن الدين العام ارتفع بشكل كبير. كما أن مسؤول التعاقدات يعمل لنفسه وليس للنادي، حيث رغم ما قيل بأنه تبرع للنادي بما يقارب 70 ألف دينار، إلا أنه من خلال التعاقدات الخاطئة وفسخ العقود بطريقة غير قانونية، حمّل النادي أعباء أكبر بقيمة 400 ألف دينار، في وقت تأمل فيه أعضاء الهيئة والجماهير أن تكون الإدارة على غير هذا النهج.

وأكد أن رئيس النادي قد تنصل من جميع مسؤولياته في الفترة الأخيرة، حتى أنه يحضر مباريات النادي في شوطها الأول ويغادر بعده خوفًا من الانتقادات. إضافةً إلى أن أعضاء مجلس الإدارة لا يولون النادي اهتمامهم وحرصهم، والبعض منهم لم يحضر اجتماعًا واحدًا منذ 4 أشهر، وهذا مخالف قانونيًا للنظام الداخلي للأندية ويترتب عليه فصل العضو الغائب، إلا أن الإدارة تتستر عليهم.

وأضاف أن كل ما سبق شكّل فجوة بين مجلس الإدارة والجماهير، حيث تفرغ المجلس للانتخابات على حساب مصلحة النادي. مبينًا أن الخلل تعمق في أطراف النادي، مستهجنًا أن يستلم ملف المحترفين واللاعبين شخص غير فني ولا يفقه في الأمور الفنية شيئًا، حسب قوله.

وبيّن أن قرار الانسحاب والاستقالة أمر ضروري؛ لأن النادي يعاني كل يوم أكثر، ولتنتقل الأمور إلى يد وزير الشباب بتنسيب لجنة مؤقتة لاستلام إدارة النادي، مع التحضير للانتخابات القادمة بطريقة مغايرة.

وأكمل العطيات أن الأمور المالية ما زالت الإدارة متحفظة عليها جدًا، لكنه من المؤكد أن الدين العام ارتفع نصف مليون دينار، وهذا ما لا يتحمله النادي الفيصلي وجماهيره، لا سيما وأن الدوري في موسمه الحالي يتضمن هبوط أربعة أندية، ما يعني أن الفيصلي في خطر، وهذه سابقة تاريخية في النادي لم تحدث من قبل.

وأشار إلى أن الإدارة فرطت بلاعبيها وأبنائها، وعناصر الارتكاز في الفريق مثل عارف الحاج ورزق بني هاني ويزيد أبو ليلى وأنس بني ياسين وإحسان حداد، رغم أنهم لاعبون على مستوى احترافي. وسبب هذا التفريط عدم اهتمام الإدارة بالجوانب الفنية بشكل صحيح. مضيفًا أن حمل النادي الفيصلي ثقيل، والحل الأنسب في المرحلة الحالية خاصة مع انتهاء الموسم هو الاستقالة والانسحاب، واستبدالهم بلجنة مؤقتة لحين انتخاب هيئة إدارية جديدة، وهذا رأي العديد من أعضاء الهيئة والجماهير.

وفي السياق ذاته، أكد عضو الهيئة معتز أبو عنزة لـ"الأنباط" أن المطالبات جاءت لأن جمهور الفيصلي اعتاد أن يكون النادي بشكل آخر، على خلاف ما يمر به الفيصلي حاليًا. والإدارة هي السبب فيما يحدث، والنتائج أكبر دليل؛ حيث فقد الفريق أكثر من 11 نقطة في 7 مباريات.

وأضاف أن السبب هو عدم الاستقرار الفني في منظومة النادي واستبدال العديد من المدربين، وعدم استقطاب نجوم ولاعبين بأسماء كبيرة. إضافة إلى عدم استقطاب لاعبين دوليين على مستوى عالٍ يليق باسم النادي، وهذا ما أثار الغضب العارم بعد مباراة الفيصلي أمام الحسين إربد.

وأوضح أن خطأ الإدارة يكمن في عدم وجود لجنة فنية تقيم أداء اللاعبين والمدربين الذين يتم استقطابهم، وعدم متابعة أمور النادي بشكل مباشر. كما أن عددًا من أعضاء الهيئة الإدارية لا يكترثون بحضور الاجتماعات، ولم يجتمع مجلس الإدارة لأكثر من شهر، إضافة إلى عدم اكتمال النصاب القانوني للاجتماعات. ما دفع الجماهير إلى الاعتراض والتعبير عن غضبها؛ لأن ما وصلها كان يشير إلى أن النادي غير مهتم، وغير داعم، وأصبح يعتمد على ثلاثة أو أربعة أعضاء فقط، باستثناء رئيس النادي الذي أصبح دوره سلبيًا في قيادة الفيصلي، حسب قوله.

وتابع أن الفيصلي يعاني من ضائقة مالية كباقي الأندية الأردنية، والمنظومة تحتاج إلى مبالغ مالية هائلة، إلا أن الإدارة لم تكترث حتى الآن بجلب الاستثمارات وتوفير الدعم والرعاة. وظهر ذلك جليًا في الاستقطابات، حيث غادر العديد من اللاعبين جراء عدم حصولهم على مستحقاتهم.

وأكد أن الاستقرار المالي هو ما يهم الأندية ويقودها للتميز، وهذا ما يفتقر إليه النادي. موضحًا أن الحسين إربد استفاد من هذه الفكرة ونجح في استقطابات مميزة، حتى بدا في هذا الموسم وكأنه منتخب وليس مجرد نادٍ؛ إذ يحمل أسماء مميزة وعلى مستوى عالٍ، ويشارك دوليًا، وهو بطل دوري سابق، ويتصدر الدوري حاليًا، ويملك 6 لاعبين يمثلون المنتخب الوطني، في وقت لا يضم المنتخب أي لاعب من قطبي الكرة الأردنية.

وبيّن أنه يجب إيجاد حل جذري وتقديم الإدارة استقالتها، وأن تكون صريحة مع الجماهير، واللجوء إلى اللجنة المؤقتة. كما يجب أن تحمل الإدارة القادمة رجال أعمال يقدمون الدعم المالي للنادي حتى يعود إلى سابق عهده، وتراه الجماهير مرة أخرى على منصات التتويج.

وكانت "الأنباط" قد تحدثت مع المشجع الفيصلاوي مازن البني، الذي تحدث باسم الجماهير الفيصلاوية، قائلاً إن يوم الانتخابات كانت الجماهير تأمل في الإدارة بعد وعود عديدة بحل مشكلات النادي وأزماته. ولكن، بعد فترة تبين أن النادي يعتمد على شخصين فقط يحملان مصلحة النادي في التعاقدات والأمور المالية.

وأضاف أن الأزمة ظهرت أكثر وأرقت الجماهير حينما خرج النادي الموسم الماضي خالي الوفاض من أي بطولة، ودون لقب واحد. إضافة إلى أن المنتخب لا يضم أي اسم من لاعبي الفيصلي، ما أجج مشاعر الغضب لدى الجماهير، التي وصفت الإدارة بأنها فشلت فشلاً ذريعًا.

وتابع، بعدما رأينا الحال، قررت الجماهير الوقوف إلى جانب النادي والتدخل، كما في مرات سابقة، بالمطالبة بإقالة مجلس الإدارة وانسحابها واللجوء إلى لجنة مؤقتة. لأن الفيصلي يمثل الوطن وهو كبير بالنسبة للجماهير، كما قال. إضافة إلى شعورهم بأن ما فعلته الإدارة مثل "تعديًا على نادي الوطن"، خاصة وأن النادي تعرض لأمور لم تكن مرئية سابقًا.

وبيّن أن الجماهير لن ترضى بأقل من الاستقالة والانسحاب. وأعرب عن خيبة أمل في رجال الأعمال والشخصيات التي وعدت خلال فترة الانتخابات، ولكنها لم تقدم شيئًا، وحتى أنها لم تزر مقر النادي مرة واحدة.

وأوضح أن الجماهير غير راضية بتاتًا عن الاستقطابات والتعاقدات، والاستغناء عن العناصر الأساسية للنادي. وكان مؤلمًا أن ترى الجماهير 6 لاعبين في نادٍ آخر يلعبون ويتميزون، وكانت "غصة في القلب". مشيرًا إلى أنه كان من الممكن أن توجه الإدارة المبالغ التي دُفعت على الاستقطابات الخارجية للاعبي النادي المحليين وأبنائه، ولكنها فضلت الاستغناء عنهم.