تحديات الصحة النفسية... ثقافة العيب تعيق العلاج

نبض البلد -
"الوطني للصحة النفسية": 20% من الاردنيين يعانون من الاكتئاب والقلق

د. السرحان: واحد من كل خمسة يعاني من اضطراب نفسي

الأنباط – رزان السيد

تشهد الأردن تزايدًا ملحوظًا في حالات المرض النفسي، حيث باتت هذه القضية تمثل تحديًا حقيقيًا للصحة العامة. ووفقًا لمدير المركز الوطني للصحة النفسية السابق، خالد الحديدي، يُقدر أن 20% من الأردنيين يعانون من حالات اكتئاب وقلق.

وبين المستشار الأول للطب النفسي الدكتور وليد السرحان أن واحدًا من كل خمسة يعاني من اضطراب نفسي، بما يُقدر بحوالي 2 مليون وربع المليون في الأردن.

وأكد السرحان لـ "الأنباط" أن الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، إلى جانب الضغوط النفسية الناتجة عن الأحداث الإقليمية، قد أسهمت في ارتفاع معدلات الاكتئاب والقلق بين المواطنين، قائلاً: "كل الناس معرضون للإصابة بالمرض النفسي، سواء من يعانون من قدرات عقلية ضعيفة، أو إذا كانوا عباقرة".

أمراض نفسية وجرائم قتل

قال المستشار الأول للطب النفسي في الأردن، الدكتور وليد السرحان، أن الذين يعانون من الأمراض النفسية لا يُعتبرون خطرين بشكل عام، ولا يمكن أن يقوموا بارتكاب جرائم القتل إلا في حالات نادرة. وفي أغلب الأحيان يقدمون على الانتحار إذا تفاقمت حالتهم، أكثر من إقبالهم على القتل.
وأشار إلى أن من يرتكب جرائم القتل هم المصابون بالذهان، والفصام، والاكتئاب، والهوس، وهذه الأمراض تمثل حوالي 5% فقط من أنواع الأمراض النفسية، ولا تعني هذه النسبة أن جميع المصابين سيقبلون على القتل.

وتابع السرحان أن معظم هؤلاء الأفراد يعانون من مشاعر الاكتئاب والقلق، وقد تؤدي حالاتهم إلى الانتحار بدلاً من ارتكاب جرائم القتل. وأضاف أن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية تقديم الدعم والرعاية للمصابين بالأمراض النفسية، بدلاً من وصمهم أو اعتبارهم خطرين.
وفي هذا السياق، يتبين حاجة المجتمع لفهم أعمق لطبيعة الأمراض النفسية وتأثيرها على السلوك، وضرورة العمل على تحسين مستوى الرعاية النفسية المتاحة للأفراد.

تحديات تعيق العلاج

في ظل تزايد الاهتمام بالصحة النفسية، كشف السرحان أن هناك مئات الآلاف من المواطنين يتلقون العلاج، إلا أن النسبة الأكبر لم تتقدم بعد للعلاج. ويرجع ذلك إلى ما يسمى بـ "ثقافة العيب" التي لا تزال تسيطر على بعض فئات المجتمع، مما يعيقهم عن الاعتراف بمشاكلهم النفسية والسعي لعلاجها.
وأكد أن المعلومات المتداولة حول أساليب العلاج، والتي تتعلق بإعطاء المرضى أدوية منومة ومهدئة، هي معلومات عارية عن الصحة. وأوضح أن الأطباء النفسيين يعتمدون على استراتيجيات علاجية متنوعة وفعالة، وغالبًا ما يتجنبون استخدام الأدوية المنومة والمهدئة في خططهم العلاجية.
كما دعا إلى تعزيز الوعي حول أهمية العلاج النفسي والتخلص من المفاهيم الخاطئة التي تعيق الكثيرين عن طلب المساعدة، مشددًا على أن الصحة النفسية جزء لا يتجزأ من الصحة العامة.