نبض البلد -
مهند أبو فلاح
سلسلة الضربات المؤلمة التي وجهها العدو الصهيوني مؤخرا لكوادر و قيادات حزب الله في لبنان و سورية مؤخرا لم تكن مؤلمةً موجعةً لهذا التنظيم اللبناني بل لكثير من الناس الذين عقدوا آمالا عريضة واسعة على هذا الحزب ليكون رأس حربةً في دعم و إسناد المقاومة الفلسطينية الباسلة في قطاع غزة الصامد الذي يتعرض لعدوان صهيوني غاشم منذ السابع من تشرين الأول / أكتوبر الماضي في أعقاب انطلاق عملية طوفان الأقصى .
منذ انطلاقة عملية طوفان الأقصى شرع حزب الله في فتح جبهة دعم و إسناد للمقاومة الفلسطينية عبر سلسلة من العمليات الفدائية في مزارع شبعا و تلال كفر شوبا اللبنانية المحتلة قبل أن تتوسع عملياته لتطال مواقع عسكرية صهيونية في هضبة الجولان السورية و شمال فلسطين المحتلة على أمل أن يسهم ذلك في إيقاف العدوان الصهيوني الإجرامي الدموي على قطاع غزة .
اخذت وتيرة العمليات على هذه الجبهة الملتهبة المشتعلة منحاً تصاعديا وفق وتيرة منتظمة مدروسة بعناية فائقة لكنها لم تتمكن بعد مرور قرابة العام على بدئها من وضع حدٍ لحرب الإبادة الجماعية الشاملة التي يشنها حكام تل أبيب على أبناء شعبنا العربي الفلسطيني في غزة العزة و الاباء على مدار الساعة .
بعض المراقبين و المحللين عزوا ذلك الأمر إلى محدودية مساحة الجبهة اللبنانية ، مما لفت الأنظار إلى ضرورة فتح بقية جبهات الصراع مع العدو الصهيوني مما يستدعي إعادة النظر في اتفاقيات السلام المبرمة مع الدويلة العبرية المسخ ليتسنى ردع الكيان الغاصب عن الاستمرار في مسلسل الجرائم الوحشية المرتكبة بحق أبناء الشعب العربي في فلسطين ، ذلك إن المعطيات الراهنة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك تلك الحكمة المأثورة منذ سالف العصر و الزمان و القائلة " ان يدا واحدة لا تصفق " .