نبض البلد - جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، كانت وبقيت حتى هذه اللحظة، وستبقى بالرغم من أنها بعيدة جغرافياً عن العالم العربي وفلسطين، داعمة مادياً ومعنوياً، وفي مجالات أخرى غاية في الأهمية، لقضية فلسطين وشعب فلسطين واستقلاليته. كوريا ومنذ تأسيسها، وبقضها وقضيضها، مُسانِدة للقضية الفلسطينية وللاستقلالية السياسية للبلدان العربية، وللعدالة، ولنُصرة القضايا العربية المَصيرية، وهو موقف مبدئي وعقائدي لم تتوقف كوريا رئيساً وقيادةً وشعباً عن تأكيده يومياً منذ تأسيسها؛ بالرغم من تزايد الهجمات الإعلامية عليها من دول الضد، ومن منظمات ورؤساء التوسع الامبريالي في قارتين.
وفي موقف كوريا صوب فلسطين وشعب فلسطين ذاتها، نقرأ على سبيل المثال لا الحصر، أن صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، ذكرت في وقت سابق، بأن قائد كوريا الديمقراطية، كيم جونغ وون، أمر بدعم الفلسطينيين، في خضم الحرب بين "إسرائيل" والمقاومة.
وكذلك، وفي إطار ردود الأفعال الدولية على معركة الإبادة الجماعية الصهيونية لشعب فلسطين ولفلسطين المحتلة ذاتها، فقد بادر قائد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية كيم جونغ وون للإعلان عن دعمه الثابت، ومساندته وتأييده الكاملين والشاملين لشعب فلسطين والفلسطينيين، واستنكاره لعمليات البلطجة الصهيونية للإبادة الجماعية للفلسطينيين. وهو؛ أي القائد الكوري، مذ استلم زمام السلطة السياسية والعسكرية في بيونغيانغ بدأ ويواصل بقوة ويتوَّعد الصهاينة بقوى كوريا الضخمة التي يضعها في حيز الدعم لفلسطين والقوى الفلسطينية المناضِلة، انطلاقاً من مبدئيته الثابتة ضمن مواقف كوريا العادلة بشأن فلسطين الجريحة ونصرته للعَرب وعَالم العَرب واستقلالية العرب. كيم جونغ وون هو الزعيم غير العربي القادر، حالياً ومستقبلاً، وكما كان هو سابقاً، على تنفيذ ما يُعلِن عنه لتعزيز وتعظيم قوى المُقاوَمة الفلسطينية على الأرض، لتتمكن من الوقوف بوجه الشر والاحتلال والإبادة الصهيو-غربية لشعب فلسطين وتدمير البُنى التحتية الفلسطينية ضمنها المستشفيات، ودور العبادة، ومصادر المياه، والمشافي، والمدارس والجامعات، والكثير غيرها من البُنى المختلفة في قطاع غزة.
في وسائل الإعلام الكورية يتم تغطية إعلامية كبيرة لِمَاَ يجري في غزة، والانتصار للجرحى، والأطفال، والمفقودين، والمسجونين في سجون الصهيونية، ولمَن مازالوا تحت الأنقاض، وغالبيتهم من الأطفال والنساء والشيوخ والشهداء، وعدد هؤلاء يصل وفقاً لبعض التقديرات الدولية إلى أكثر من ثلاثماية ألف مواطن غزي.
في تصريحاته اللاذعة للصهيونية والغرب والمجتمع الدولي بأكمله، شدَّد الرئيس الكوري كيم جونغ وون على: "إن فلسطين هي قضية ليست للعرب والمسلمين لوحدهم فحسب، بل إنها مسألة حرية". ويرى القائد النبيل كيم جونغ وون أن "الحكومة الإسرائيلية تُعتبر بمثابة تابعاً لواشنطن، أمَّا الفلسطينيين فهم شعب مضطَهَد (بفتح الهَاء)، يناضل من أجل حريته. ولهذا، نقرأ في التاريخ الكوري، كيف كانت كوريا الزوتشية وما تزال داعمةً ومنذ تأسيسها قبل فترة طويلة لحركة التحرير الوطني الفلسطينية، والمنظمات السياسية المختلفة التي مثّلت هذه القضية، وتحديداً منذ عام 1988، إذ اعترفت كوريا رسمياً بفلسطين باعتبارها السلطة الشرعية على جميع الأراضي التي تسيطر عليها مايُسمى بِ"إسرائيل"، باستثناء مرتفعات الجولان.
وفي العلاقات الكورية الفلسطينية نرى أنها قوية وثابتة، فبعد إعلان استقلال دولة فلسطين في عام 1988، زار ياسر عرفات زعيم منظمة التحرير الفلسطينية جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية من أجل "تعميق التعاون التقليدي" بين البلدين.
وفي الحقائق السياسية، ساهمت جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وما تزال تساهم كما يبدو، في تدريب عددٍ كبير من القوات الفلسطينية على يد القوات الخاصة الكورية، وهي قوات ضاربة، وسبق وأرسلت كوريا للقوى الفلسطينية المقاتِلة إمدادات كبيرة ومتنوعة في استخداماتها من الأسلحة الكورية المختلفة، بما في ذلك صواريخ أرض جو، وقاذفات صواريخ، وأسلحة أخرى. وَ وِفقاً لجريدة "رودونغ سينمون" الشهيرة، الناطقة باسم حزب العمال الكوري الحاكم والباني لكوريا، فقد نَشرت مقالاً لافتاً عن الصراع والخسائر البشرية، بعد عملية طوفان الأقصى، وقالت الصحيفة بالحرف: "هذا الاشتباك كان نتيجة للأعمال الإجرامية الإسرائيلية المُستمرة ضد الشعب الفلسطيني البطل، وأن المَخرَج الأساسي إنَّمَا هو بناء دولة فلسطينية مستقلة. بينما في عام 2014، وكمال أشارت الباحثة في مجال الحد من الأسلحة، أندريا بيرجر، إلى: "أن كوريا الديمقراطية ماهرة في إنتاج أنواع الأسلحة التي تحتاجها المقاومة، وتُبَيِّن أبحاثها قُدرة كوريا الديمقراطية على تصنيع قاذفات صواريخ متعددة عيار 240 مِلم، و120 ملم، والصواريخ، والصمامات المرتبطة بها، وبنادق AK-47 والذخيرة، وقذائف RPG-7 ومجموعة متنوعة من الرؤوس الحربية، بالإضافة إلى صواريخ أرض / جو والخ.