نبض البلد -
منذ السابع من أكتوبر العام الماضي وأميركا تواصل دعمها اللامحدود للكيان الصهيوني في حرب الابادة الجماعية التي يشنها على أهلنا في قطاع غزة.. دعم مادي، وعسكري، ومعنوي، وهو الأمر الذي ساعد حكومة الاحتلال المتطرفة في مواصلتها مجزرتها على مرأى العالم.
ومع مرور أكثر من 10 أشهر على هذه الحرب التي راح ضحيتها أكثر من 40 ألف فلسطيني، تواصل اميركا نفس نهجها، رغم الدعوات العالمية لوقف الحرب الصهيونية على القطاع. وبالتالي لا بد من وجود وسيلة أخرى تجعل الولايات المتحدة تغير موقفها بهذا الاتجاه، حيث اعتقد أن هذه الوسيلة مرتبطة بالموقف العربي والأوروبي.
الأردن لم يترك مجالا إلا وقد سلكه باتجاه وقف الحرب، ونجح إلى حد بعيد في تغيير قناعات العديد من الدول الغربية التي كانت داعمة لإسرائيل، فمنها من أعلن رسميا اعترافه بالدولة الفلسطينية، ومنها من لم يفعل حتى الآن لاعتبارات داخلية في دولته، لكنه في طريق الاعتراف. وهذا يعكس عدم رضا وغضب هذه الدول على سياسة رئيس وزراء دولة الاحتلال الأكثر تطرفا في التاريخ، وهو غضب مفيد للقضية الفلسطينية برمتها.
ساهم في ذلك أيضا دول عربية، لعبت دورا كبيرا في الضغط على أوروبا وتقديم الحقائق بين يديها لإدراكها أن الفلسطنيون هم أصحاب حق، ويتعرضون للتهجير والقتل والاحتلال. هناك غضب عربي أيضا. صحيح ليس بالشكل المطلوب، لكنه يشكل علامة مؤثرة في سياق وقف الحرب على القطاع.
عندما يتفاعل الغضب العربي مع الأوروبي، ويتزايد، فإن أميركا حتما ستعيد النظر في سياستها احادية التطرف مع الاحتلال على حساب الدم الفلسطيني، حيث ستجد واشنطن نفسها في موقف لا يمكن لها أن ترضاه، حيث القبح سيتجلى حينها في أبشع صوره.
إذا قاد العرب والأوروبيون المنطقة فإن أميركا لا خيار لها سوى الانجرار خلفهم، رغما عنها، حيث لن يكون لها الكلمة العليا، والوحيدة، وستتغير معادلات المنطقة برمتها بخصوص القضية الفلسطينية، وسنجد وقفا للحرب بصورة سريعة، واعترافات متواصلة من الدول الغربية بفلسطين كدولة.
لسنا بحاجة لخوض حرب مع اميركا واسرائيل لوقف الحرب، وإنما لموقف واحد، ورسالة صارمة، جادة، وحقيقية، وبدعم أوروبي، حينها سنجد أنفسنا وقد حققنا شيئا لمنطقتنا بقرار من ذاتنا، دون أن يمن علينا أحد فيه.
المعطيات التي لدي تقول أن هناك اتفاق عربي أوروبي على السير بخطى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو أكبر رسالة قد تتلقاها أميركا من حلفائها الغرب منذ أكثر من 80 عاما.