نبض البلد - حسين الجغبير
بينما تتواصل جهود الاردن بقيادة جلالة الملك من اجل انهاء الحرب على غزة والحيلولة دون اتساع رقعة هذه الحرب، ما يزال رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نتنياهو يجر المنطقة بأسرها نحو حرب شاملة ستحرق الاخضر واليابس، في محاولة منه لتحقيق نصر فشل في انجازه منذ نحو عام.
كنا اكدنا ان ما حذر منه جلالة الملك طيلة سنوات عديدة من الفوضى التي ستعم المنطقة ما لم تعمل اميركا مع دول العالم على تحقيق السلام واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وهذا ما تحقق ووضع العالم أجمع في فوهة بركان سينفجر في اي لحظة، وهو الامر الذي يواصل جلالته احتواءه عبر زيارات واتصالات عديدة، فيما العالم ما يزال يجهل مخاطر ما يجري خصوصا مع التصعيد الاسرائيلي تجاه ايران ولبنان.
في ضوء ما هو قادم تبقى المصالح الاردنية هي العنوان الابرز بالنسبة لنا، والرسالة الاردنية واضحة بأن اي تبادل عسكري بين ايران واسرائيل باستخدام الاجواء الاردنية هو اعتداء على سيادة هذا البلد وسيتعامل معها بكل حزم ودفاعاتنا الجوية لن تتردد للحظة في اسقاط اي جسم من اي دولة كانت يمر عبرنا تجاه اي دولة، وعلى الجميع ان يدرك ان الاردن لن يدفع ثمن تطرف دولة الاحتلال واطماعها في توسيع رقعة الحرب، ولن يسمح ايضا لايران بأن تكرر ما فعلته سابقا بارسال صواريخها ومسيراتها من سماء الاردن وبأي اتجاه كان.
وعلى الجميع، عدم اللعب على هذا الوتر، وعدم استغلال ذلك اعلاميا بأن الاردن اوقف هجوما ايرانيا على دولة الاحتلال، والترويج الاعلامي بأننا ندافع عن المتطرف نتنياهو ودولته من اي هجوم، فأي مواطن عربي كان ليؤازر دولته في الدفاع عن سيادتها.
ايران تريد ان تنتقم من اسرائيل وتوجيه ضربة عسكرية اليها انطلاقا من ان الاخيرة اخترقت سيادتها واغتالت اسماعيل هنية، فهل يعقل انه يحق لايران من الدفاع عن سيادتها ولا يحق للاردن ذلك؟.
ودولة الاحتلال شنت حرب ابادة بحق غزة وقتلت عشرات الالاف من سكان القطاع بحجة حماية ما تعتبرها دولتها، فلا يحق للاردن حماية شعبه من اي صاروخ موجه قد يسقط على اراضينا.
وغيرها من نماذج الدول التي خاضت حروبا طويلة من أجل سيادة اراضيها، وهذا يعطينا الحق القانوني والانساني لأن نمنع من يفكر باستخدام اراضينا لمصالحه الخاصة، ولن نتردد في ذلك وبكل ما نملكه من قوة.